10 سبتمبر 2025

تسجيل

محور الكون!!

28 يوليو 2022

إن سألتك من تحب ومن تتمنى أن يكون الأفضل والأنجح والأجمل ستكون إجابتك "نفسك" ثم بلا شك ستذكر من تحب من الأشخاص، هذا ليس موضوعنا اليوم إنما سأتحدث عن الشخص الذي يُصر أن يكون محور الكون، وهو شخصية ترى في كل عبارة عابرة تلميحاً إليه، وتعتبر كل نقد بناء قلّة تقدير لمواهبه ومحاولة للتقليل من مكانه ومكانته. وإذا حدثت أزمة فسيأتيك السيد "محور الكون" متهكماً لأنهم "لم يسمعوا" كلامه أو يستشيروه. و"محور الكون" هذا إن كان زوجاً أو زوجةً فهو لا يؤمن بحقوق الشراكة وإعطاء مساحة كافية للشريك ليرى ذوقه وتفضيلاته ولو في مساحة صغيرة من المنزل. وإذا ابتليتَ برفقة "محور الكون" في سفر فأنت ستضيف مع وعثاء السفر عناء هذا الرفيق الذي هو وحده من يتخير موقع ونوع السكن، ويختار مكان الطعام، وكن مستعداً فسيقاطعك حتى في خياراتك من قائمة الطعام لأنه يرى ذوقه الرفيع خيارك الأمثل. وهذه الشخصية العجيبة تتصف بأنها لا تحاور وإذا اضطر صاحبها للاستماع فهو فقط ينتظر ليلتقط أنفاسه ثم يسفّه كل رأي وينقض كل فكرة (لم يكن المبادر بها) حتى لو أجمع عليها فريق متخصص من أقرانه. بالرغم من كل ما يمر به الواحد منا من ظروف وضغوط في حياته ويحاول أن يتعايش معها متمسكاً أن تمر سفينته بسلام وسط تقلبات المحيط، فإنه يُضطر أيضاً في الجزء الفارغ من الحياة ليتحمل شخصيات تعتقد أنها هي الجزء الأهم في الكون فتجده يستغرب إن لم يزره الأصدقاء ويرمي بكل كلمات اللوم على الآخرين، ويجزم بأن له حقا على الجميع بلا استثناء وإن أقبلت عليه لامك على عدم الاتصال به الأسبوع الماضي حتى الكرم لديهم يكون ثقيلا جدا لأنهم لا يؤمنون بالظروف ولا يقبلون اعتذارا عن حضور وليمة مهما كان السبب. هذه الشخصيات في غالبها تعيش حياة رتيبة، لا أهداف لديهم ولا طموحات ولا يملكون أي تحديات ولا تتجاوز اهتماماتهم متابعة الآخرين والبحث عن مكامن التقصير لديهم، يستمتعون بوضع اللائمة على من حولهم في أدق التفاصيل التي لا قيمة لها. يغضب إن اطلعت على رسالته في الواتساب دون أن ترد أو تعطي رأيا، أو تأخرت في المباركة بترقية وظيفية له فهو ينسى المبادرة بالتهنئة بسبب التأخير فيها. يعتقدون أن كل شيء يدور من حولهم، لا يتحرك طير من مكانه إلا ليأتي إليهم أو بسببهم على وجه العموم، يتعاملون كونهم «محور الكون» والسبب الخفي خلف علوم ما وراء الطبيعة، أنهم الشخصيات الأنانية، الذين يعتبرون مجرد المرور من أمامهم مدمرا لنفسيتك وصحتك الجسدية. ويؤمن الأشخاص من فئة "محور الكون" بأن آراءهم ومصالحهم الخاصة أكثر أهمية من الآخرين، وبالرغم من كونه صحيا أن يضع الشخص نفسه أولاً، إلا أن محاولة أن تكون الأولوية القصوى في حياة الآخرين ليست صحية على الإطلاق. إنهم بحاجة لك للتأكيد على أهميتهم كل وقت وقد يبدو الأشخاص الذين لديهم فكرة الأنانية ومركزية الذات واثقا من نفسه تمامًا، لكنه في الواقع عكس ذلك، هؤلاء الأشخاص غالبًا لا يشعرون بالثقة والأمان، فتجدهم يسألون عن رأيك طوال الوقت ويحتاجون إلى موافقتك الآن لمعارضتك لاحقاً. فلدى "محور الكون" مثل هؤلاء إحساسٌ متضخم للغاية بأهميتهم وقدراتهم، ممزوجاً باستخفاف نسبي بالآخرين من حولهم، ولعلها رساله قصيرة المحتوى كبيرة المعنى أحاول إيصالها لمحور الكون أنه مهما كان قدركم عند من حولكم كبيراً فإن ساعات الجلوس معكم قد تكون أثقل من الجبال وعليكم تجربة العيش بهدوء وسلام وابتسامة واختيار أن تكونوا أداة جذب بالبساطة والترحيب والكلام العذب. لأنكم ستجدون أنفسكم تعيشون الوحدة يوما، ولن يبقى بجانبكم سوى من لهم حق عليكم، لأنهم سيكسبون أجر الوصل وأجر الصبر عليكم. أخيراً: عزيزي "محور الكون" استرح وأرح فكل الروائع من حولنا لم يكن لك يد فيها. [email protected]