12 سبتمبر 2025

تسجيل

جمهورية بيرو تحتفل بالذكرى المئوية الثانية لاستقلالها

28 يوليو 2021

في 28 يوليو من عام 1821، أعلن الجنرال الأرجنتيني خوسيه دي سان مارتن استقلال بيرو، في ساحة بلازا دي أرمز في ليما، حيث ألقى خطابًا قال فيه: «اعتبارًا من هذه اللحظة، أصبحت بيرو حرة ومستقلة من قبل المتطوعين العامين للشعوب وبقضيتهم التي يدافع الله عنها، يعيش الوطن، وتعيش الحرية، ويعيش الاستقلال». منذ تلك اللحظة، حررت بيرو نفسها من الاستعمار الأوروبي. مائتا عام في بلد مستقل، كان الطريق والتحديات لتحقيق التنمية التي شملت جميع سكاننا بثقافاتهم وتقاليدهم في منطقة تزيد مساحتها على مليون كيلومتر مربع، لا تزال عملية تنموية. ورثت إرثاً تاريخياً عظيماً تركته إمبراطورية الإنكا، والثقافات السابقة الأخرى، أصبح البيروفيون مدفوعين بإنجازاتهم واستعدادهم للتقدم، في ظل الظروف الجيدة والصعبة، وتلك التفاوتات التي تغلبنا عليها معاً كأمة. لقد بنينا دولة فخورة بجذورها وبتنوع تضاريسها من سلاسل الجبال والبحار أمام المحيط الهادي بثروات لا حصر لها. على الساحل، توجد ثقافة كارال التي يبلغ عمرها 5 آلاف عام، وواحدة من عجائب العالم ماتشو بيتشو. وخلال كل تلك السنوات، كنا نتقاسم القيم المشتركة مع العديد من البلدان، التي تمكنت أيضا من فصل نفسها عن المدن الكبرى، وسلكت طريق التنمية الخاص بها. تعتبر بيرو اليوم واحدة من الأسواق الناشئة الرائدة في العالم.. إنها دولة تتميز بتنوعها، ومناخها المختلف، وتاريخها، واتساعها الإقليمي الشاسع، ومواردها الطبيعية المهمة، وأصالة شعبها ومواردها الفريدة. وبنفس المسار التقينا بدولة صديقة، دولة فخر وسيادة تعرف باسم دولة قطر، والتي نتحد معها في أهداف داخلية وخارجية مشتركة. 7 نوفمبر 1989 كان بداية إقامة علاقات ثنائية ومتعددة الأطراف قوية ومستقرة بين جمهورية بيرو ودولة قطر، وكان تبادل الزيارات الرفيعة المستوى الذي أعقبه وصول وفود مختلفة رمزاً نحو مزيد من الروابط وتعميق الثقة السياسية بين البلدين. وأعقب ذلك أول زيارة رسمية قام بها سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في فبراير 2013 إلى بيرو، وزيارة رئيس بيرو إلى قطر في فبراير 2014، بالإضافة إلى زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التي أبرزتها المحادثات والاتفاقات الموقعة بين مسؤولي البلدين. إن كل من بيرو وقطر دولتان تقومان على سيادة القانون، حيث تستند سياساتهما إلى التعاون والحوار السياسي وتعزيز التجارة والاستثمارات، فضلاً عن أهمية حقوق الإنسان ومكافحة الفقر والإرهاب والحفاظ على البيئة، والتعليم والصحة للجميع. وبالتالي، فمن واجبنا أن نعمل يداً بيد من أجل إقامة علاقة ثنائية أفضل، والعمل على تعزيز روابطنا في جميع الجوانب الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية المختلفة، نتطلع إلى توقيع «اتفاقية الخدمات الجوية» بين بيرو وقطر واتفاقية التعاون في قطاع الصحة. شاركت بيرو في واحدة من أهم القمم التعليمية «وايز» بمشاركة وفد بيروفي، معربة عن امتنانها وتقديرها لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، التي كانت توجه كل جهودها على مر السنين نحو التعليم والعلوم وتنمية المجتمع. ونعرب دائما عن امتناننا لحكومة قطر وشعبها في حالة التبرع بالمعدات والأدوية بسبب وباء COVID-19، وتعاون شبكة الهلال الأحمر من خلال كروز الأحمر في ليما. ومن ناحية أخرى، ينتظر العالم بأسره، بما في ذلك بلدي بيرو، أهم حدث رياضي في العالم، عندما منحت قطر حق استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، كان ذلك بمثابة طفرة في التطور الرياضي ليس فقط في قطر، ولكن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأوسع. وفي السنوات الأخيرة، استضافت هذه الأخيرة مجموعة واسعة من الأحداث الرياضية الدولية البارزة، مما مهد الطريق أمامها لتصبح مكاناً لكبار الرياضيين في العالم في وقت واحد. لا شك أن قطر ستستضيف نسخة لا تُنسى من مونديال 2022، سيظل الكوكب يتذكرها دائمًا. نتطلع إلى مشاركة المنتخب البيروفي خلال هذا الحدث الرياضي الكبير في الدوحة، قطر. يعرب مواطنو بيرو، في هذه الذكرى الوطنية، عن خالص تقديرهم وامتنانهم لدولة قطر وشعبها بقيادة أمير البلاد سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على كرمها المستمر في مساعدة العديد من الدول المحتاجة التي لا تحتاج إلى دعم مالي فحسب، بل تحتاج أيضا إلى حليف قوي يمكن الاعتماد عليه خلال كل شيء، كحق مكتسب داخل المجتمع الدولي. كما يجب أن نؤكد على الدور الكبير الذي تقوم به دولة قطر كوسيط هام في إحلال السلام والمساواة في الحقوق الأساسية للرجال والنساء، وقيمة الإنسان، كما جاء في ميثاق منظمة الأمم المتحدة التي ننتمي إليها لعقود. وفي هذه المناسبة الخاصة جدا، وبالنيابة عن جميع مواطني بيرو، أعرب عن خالص امتناني وتقديري لهذا البلد وأتمنى لبيرو 200 عام سعيد من الاستقلال وسنوات عديدة أخرى من السلام والازدهار والاستقلال. صداقة أبدية بين بيرو وقطر. سفير جمهورية بيرو لدى الدوحة