11 سبتمبر 2025

تسجيل

عيد الأضحى في قطر.. رحلة الإيمان والإنسانية

14 يونيو 2024

لطالما أعجبنا بتقاليد شعب كوّن مجتمعًا متماسكًا يتجاوز الحدود العالمية، وذلك بالإيمان والعادات والتقاليد الحميدة والأخلاقيات الاجتماعية الراسخة، والروابط الأسرية القوية. إن تعاليم الحياة التي توارثتها الأجيال لهذا المجتمع الذي نجح في تجاوز ذاته بالمبادئ السامية التي تجسدها والتي حقق بفضلها تقدما هائلا على مر السنين. فقد عرف هؤلاء الناس كيف ينمون القيم الإنسانية من خلال الأعمال الخيرية والسلوكيات الإيجابية. هي نتائج آلاف السنين من الثبات، حيث عرف هؤلاء الناس كيف يثرون الجوهر الإنساني بالقيام بالأعمال الصالحة وتتجلى بوضوح في المناسبات الدينية التي يحددها التقويم القمري الإسلامي ومنها يبرز عيد الأضحى المبارك، الذي يهل علينا الأيام القادمة، والتي تمثل طقوسا روحية تعزز الإيمان الراسخ بالله الواحد، وتغذي النفس. لطالما ملأ بلدنا الحبيب قطر رزنامة الاحتفالات على مدار السنة، فهي تفتح أبوابها للجميع بصدر رحب وكرم الضيافة وتشعرنا بفرح غامر من خلال التفاصيل الصادقة التي تعكس كرم الشعب القطري، فمساعدة الآخرين تأكيد لأهمية العلاقات الإنسانية التي لا غنى عنها في جميع المجتمعات البشرية. سنحظى بفرصة للاستمتاع بالمتاحف المميزة والمعارض الفنية الاستثنائية والعروض الفلوكلوريه، وسنتذوق نكهات غنية وأطباق متنوعة من ثراء المطبخ في هذه الأراضي الشرق أوسطية الشهية. وستؤنسنا ألحانهم الساحرة وتراتيلهم الروحية المؤثرة في حياتنا اليومية. سنتحاور مع الناس، صغارا وكبارا، الذين سيأخذوننا من خلال شهادات السنوات الماضية إلى أزمنة وأماكن أخرى تنقل إلينا رسائل الخير والسلام. كما سيفعلون ذلك أيضًا مع عائلاتهم، وبينهم الأطفال والأحفاد. هذه أيضًا فرص لنقتدي بكل تلك الصفات الجليلة للنبي محمد: الاستسلام لله، والإيمان، والعدل، والصدق، والاحترام، والإيثار، والبساطة، والتواضع،، ومساعدة المحتاجين. أؤكد مجددا أن عيد الأضحى هذا هو مناسبة لإحياء ذكرى "عيد الأضحى"، الذي كان اختبارا لولاء النبي إبراهيم وطاعته لله الواحد الذي يأمر ويحكم حياتنا. ويشرفنا بهذه المناسبة المميزة أن نقدم تحياتنا وأطيب تمنياتنا إلى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأسرته، وشعب قطر. عيد مبارك، ونسأل الله أن يملأ العيد بالبركة والفرح والوحدة!