18 سبتمبر 2025

تسجيل

اليــوم الــذي لا يُنســى

28 يوليو 2020

(بسم الله الرحمن الرحيم) بهذه الجملة وتلك البسملة الإسلامية التي نفتتح بها سور القرآن الكريم كتاب المسلمين العظيم افتتح حساب مسجد آيا صوفيا الكبير أولى تغريداته في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إيذاناً بإقامة أول صلاة إسلامية بعد أكثر من 86 عاماً كان فيه هذا المسجد كنيسة ومتحفاً ليعود فعلياً بتاريخ 24 يوليو الذي يوافق الجمعة الماضية مسجداً ضم في صلاة الجمعة التي تناقلتها شاشات التلفزة التركية والعالمية أكثر من 350 ألف مصل توافدوا من جميع أنحاء العالم ليستطيع بعضهم الوصول إلى باحة المسجد قبل 24 ساعة من إقامة الصلاة التي كان لها وقع أكبر من وقع سيف القائد محمد الفاتح الذي رفعه رئيس الشؤون التركية على منبر آيا صوفيا الكبير قبيل خطبة يوم الجمعة الماضي والتي حضرها القائد رجب طيب أردوغان ورتل فيها ما تيسر له من القرآن الكريم مفتتحاً أول صلاة في هذا المسجد الذي أسعد ملايين المسلمين في شتى أنحاء العالم في الوقت الذي ناحت فيه أوروبا وصاحت بعد أن أعلنت محكمة تركيا الكبرى عن إعادة كنيسة آيا صوفيا إلى ما كانت عليه وهو المسجد، بينما بالغت اليونان في ردة فعلها وهي التي تكن عداء ظاهراً وواضحاً ضد تركيا وتختلف معها في ترسيم الحدود البحرية بينهما لا سيما بعد الاتفاق التركي الليبي حول حدود البلدين المشتركة التي تجاهلت بحسب قول اليونان وضع جزيرة كريت اليونانية الواقعة بالقرب من المياه التركية الليبية خصوصا وأن تركيا كانت البوابة الرئيسية التي مكنت آلافاً من اللاجئين لدخول اليونان وهذا ما اعتبرته الأخيرة تعدياً على سيادتها وحريتها وتركيبتها السكانية بحسب ادعاءاتها ضد أنقرة واليوم لا تزال تنكس أعلامها حتى النصف حدادا على ما أسمته بالتعدي الإسلامي التركي على كنيسة تاريخية وأثرية مثل آيا صوفيا التي حولها أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة إلى متحف يزوره ملايين من الناس كل عام ليأتي أردوغان ويستطيع استصدار قرار رسمي من أكبر محكمة في تركيا بإعادتها إلى هويتها الإسلامية كمسجد في خطوة استنكرتها أوروبا كافة حتى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يستطع أن يخفي قلقه من التمدد الإسلامي التركي وسط أوروبا وطالب كافة دول القارة العجوز باتخاذ موقف أوروبي قوي يعيد لهذه الدول هيبتها وقوتها وسلطتها ونفوذها ومحذرا إياها بأن الرئيس التركي أردوغان لديه طموحات عالية السقف تجاه بعض الدول الأوروبية في خطاب سخر منه أردوغان نفسه، وقال إن ماكرون تناسى تاريخ فرنسا الغارقة في اغتصاب الدول والحرق والقتل وبسط نفوذها حتى عمق العالم الإسلامي ليتكلم اليوم بكل براءة عن تركيا التي لن تسمح لا لفرنسا ولا لغيرها بالتعدي على حرية أنقرة في اتخاذ كافة قراراتها الداخلية دون تدخل من أحد يقحم أنفه الكبير فيها. يوم الجمعة الماضي كنت أنا شخصيا ولله الحمد من بين مئات الآلاف من المسلمين الذين كانوا حاضرين في محيط مسجد آيا صوفيا الكبير في وسط المدينة الجميلة إسطنبول وكنت أرى اللهفة تلمع في عيون الحاضرين للدخول إلى باحة هذا المسجد الذي أحاطته قوى أمن مكثفة حفاظاً على أهمية هذا الحدث الذي كان محط أنظار العالم آنذاك لا سيما وأن أردوغان قد تمنى في غمر فرحته هذه أن تكون الصلاة الثانية التي تحظى بمشاهدة ومشاركة العالم الإسلامي في باحة المسجد الأقصى الذي يتعرض لانتهاكات إسرائيلية ووصاية صهيونية عليه للأسف وكم من مسلم قال آمين وكم من متصهين عربي غضب لهذه الدعوة التي انطلقت من الرئيس التركي مثل الرصاصة التي اخترقت سقف أمانيه العوجاء بحق ديننا الإسلامي الذي يعيد له أردوغان وغيره من بعض القادة العرب المخلصين هيبته وقيمته ووضعه بعد أن تكالب عليه أعداء الدين ولعلكم بتم تعرفون من هم هؤلاء الذين يكرهون ديننا ويعادون بلادنا ويتآمرون عليها ويخططون على تركيا ويرون في التطبيع مع إسرائيل مشروعاً شرعياً يجب أن يسن ويا لأسفنا من هؤلاء وعلى هؤلاء!. @[email protected] @ebtesam777