29 أكتوبر 2025

تسجيل

قمة..لم ينتظر نتائجها أحد!

28 يوليو 2016

عندما يقبل بلد مثل موريتانيا بانعقاد القمة العربية السابعة والعشرين على أراضيه. فإن شعبه سيفرح بالتأكيد. لأن العرب والحالة هذه يؤكدون اعترافهم بعروبته! وفي تفسيرها للقبول. ذكرت موريتانيا: أن الدافع الرئيسي لهذا القبول، هو المحافظة على ديمومة عقد القمم العربية. وعندما اعتذرت المغرب عن عدم استضافة القمة، قالت إن الدافع الرئيسي للاعتذار هو عدم توافر الظروف الموضوعية لعقد قمة عربية ناجحة. وكلا الدافعين للقبول والاعتذار، يرسم صورة تقريبية للنتائج المتوقعة من القمة. وللأوضاع العربية الراهنة. موريتانيا تأتي بعد المغرب في الترتيب الأبجدي لأسماء الدول العربية. التي تتوارث سنة بعد أخرى استضافة القمم. وهذا هو سبب عرض استضافة القمة عليها للمرة الأولى. ولو توافر وجود إمكانية لخيار آخر. أكثر رفاهية وأقل إزعاجا من أجواء نواكشوط المثقلة بتراب ورمال الصحراء. لفضلّ العرب الخيار الثاني..بعض القادة العرب اعتادوا انتداب من يمثلهم في القمم العربية. ترفعًا أو انشغالًا أو لأسباب صحية... هذه المرة تنضاف الأسباب الأمنية إلى قائمة معوقات مشاركة بعض الزعماء. فثمة درجة عالية من التحسب الأمني والخوف من اغتيالات لبعض الزعماء قد تتم! بخاصة أن موريتانيا ليست مجربة أمنيًا. مع أنها كما نعرف من الإعلام على أقل تقدير، من أكثر الدول العربية والإسلامية والإفريقية، أمنًا وأمانا.رغم ذلك. فإن بعض رجالات الصف الثاني من رؤساء الوفود. أنف النوم في موريتانيا، فاستأجر أجنحة فندقية في أفخم فنادق المغرب. بسبب نصائح الأطباء المشرفين على علاجهم. ذلك لأن فنادق موريتانيا مليئة بالجرذان وليس الفئران! كما والصراصير الطيارة. ومن هناك يتنقل إلى نواكشوط ويعود في اليوم التالي! وبعض هذا البعض أتى من بلد. ظلت روائح أكوام "الزبالة" وعدم جمعها وتداعيات ذلك بكثرة الجراذين والثعابين في تلك الأكوام! ظلت تزكم أنوف أهله وزائريه طوال عامين. إضافة إلى انقطاع الكهرباء وتقنينها عن معظم الشعب باستثناء الزعامات. بسبب صراع السياسيين على توزيع نفايات الطوائف وتقاسمها. لعل إدارة القمة فهمت هذه الظروف بعجرها وبجرها. ونتيجة لغياب معظم الزعماء العرب. فهمت الرسالة. واختصرت المدة إلى أقل من يوم. وجاء البيان جامعا لفقرات من بيانات سابقة. صدرت عن قمم عربية معقودة قبلا. معروف أن موريتانيا وبسبب من غضبة الشعب العربي الموريتاني على الكيان. قامت بطرد السفير الصهيوني من أراضيها. معيبة هذه الغطرسة، وهذا التعالي من زعماء يقولون إنهم عرب. تجاه دولة مثل موريتانيا. كل ذنبها أنها فقيرة لا تملك ذهبا. وانما مخزون هائل من الكرامة والوطنية والعروبة الأصيلة وكبرياء النفس. نعتذر لأننا لم نتحدث عن جدول أعمال هذه القمة، والقضايا المطروحة على سلمه، لسبب بسيط، وهو أنه غير موجود في الأساس. وإن وجد فإن من وضعه -وصاغ القرارات الختامية- بدرك حقيقة الوضع العربي وتمزقه وانتشار أشلائه على مساحة الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه. إعلان نواكشوط لم يأت بجديد وانطوى على لغة معروفة جيدًا لدى الجماهير العربية.. بالكاد استطاعت موريتانيا توفير أجواء مناسبة لعقد القمة. رغم ما يتوافر فيها من عروبة أصيلة. وعقلانية وحيوية سياسية وحزبية وحركة ثقافية وأدبية عروبية لافتة وباعثة على الاحترام والإعجاب! لكن في ظروف الاحتراب العربي – العربي للأسف. لقد غابت عن القمة دول عربية كثيرة. حتى محمود عباس لم يترأس الوفد الفلسطيني. وذلك لأول مرة منذ عام 1964 تاريخ عقد القمة العربية الأولى. ملخص القول: ألا أحد كان ينتظر قرارات قمة نواكشوط.