11 سبتمبر 2025
تسجيل"كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" حقيقة وحكمة إلهية وجب علينا التعايش معها ويحدونا أمل الرحمة من جواد كريم. وها نحن نودع باستمرار أهالينا ومحبينا مع ما في الفراق من مرارة وألم. ويظل الموت حقا كما هي الحياة. ولا زال الوطن ينزف بفراق النجباء من أبنائه وفلذات قلبه، والله المستعان. وآخر الراحلين ابنه المخلص عبدالعزيز ناصر الذي عاش بوقار ورحل برقي. عاش هادئا مكافحا لرسالته حاملا آلام وآهات أمته. لم يهتم ويسع يوما ما لشهرة، بقدر ما كان مخلصا لعمله بمعنى كلمة الإخلاص، وظل طوال حياته يهرب من الأضواء إلا أن الأضواء لا تزال تسعى وراءه واحتارت في دروبه. رحل عبدالعزيز وظلت أعماله الخالدة التي سطرها بأحاسيس صادقة وأوتار الحب والألم وهموم أمته المعذبة واحترام الوطن بتاريخه وأبنائه، ولأن الاحترام لا يولد إلا الاحترام. فقد ذرف الوطن وأبناؤه ومحبوه الدموع العزيزة. عندما غادر الحياة بهدوئه المعهود من يوم الجمعة المبارك. فقد رأينا دموع الوطن بأوجه عديدة على كافة المستويات والوسائل، من خلال تفديم واجب العزاء وعلى أعلى المستويات والتقارير الإعلامية وبث المواد التلفزيونية والإذاعية والمقالات الصحفية ووسائل التواصل الاجتماعي التي لم تهدأ ليخلد اسمه في أكبر مسارح قطر المغلقة. وبالفعل "الله يا عمري قطر" كما تنبأ! رحم الله ابن قطر البار عبدالعزيز ناصر، الذي جاد بقريحته للوطن وشرفه ففاض عليه الوطن بالحب والتقدير والوداع والبكاء الراقي. إن عبدالعزيز وإن غادرالحياة بجسده ووجه الجميل فإنه بأعماله الخالدة التي تلمس الروح والقلب وحب الوطن وأبنائه سيظل بيننا لأجيال قادمة، فالكبار يأبون الرحيل بسهولة!.اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة واملأه بالرضا والنور والفسحة والسرور. آمين يارب العالمين.