15 سبتمبر 2025

تسجيل

رحيل عبد العزيز ناصر

28 يوليو 2016

قبل أيام من رحيله رأيت الأصدقاء يتداولون صورة له تبرز حالته الصحية وكيف تدهورت، وفي يوم الأربعاء، نشرت في صفحتي بالإنستجرام خبر دخوله المستشفى، وكنت يوم الجمعة أرغب في زيارته حيث إن له مكانة عندي منذ أن بدأت العمل الصحفي وكيف أنه يرحب بك ويقدم لك المعلومة التي تريد، إنه إنسان رائع بكل ما تعنيه الكلمة، هذا رأي كل من عرف الفنان عبد العزيز ناصر سواء في الوسط الثقافي أو الاجتماعي، وحزنت كثيرا عندما علمت برحيله حيث لم يمهلني القدر أن أراه قبيل رحيله وعندما حضرت إلى مقبرة مسيمير رأيت الجموع تمتلك نفس الشعور الذي في قلبي لعبد العزيز الذي طالما أطربنا بألحانه الوطنية والدينية والاجتماعية والعاطفية، وكان آخر الأعمال هو سي دي "متى ستفهم يا سيدي"، أهداني إياه الفنان غانم السليطي ومنذ ذلك اليوم وهو الوحيد الذي استمع إليه حتى إنني عندما رافقت الفنان غانم السليطي إلى الشارقة لحضور حفل تكريمه.. هناك كنت قد طبعت مجموعة منه وقدمتها للأصدقاء كنوع من الإبداع الفني لقطر، كما أن أغانيه الوطينة هي الأخرى ما زالت عالقة في أسماعنا: آه يا بيروت والقدس والله يا عمري قطر إلى أعماله التراثية وهي تؤرخ لحقبة تاريخية لقطر ورغم تطوير مثلا أغنية "الكرنكعوة" إلا إنني أحب سماع الأغنية القديمة والتي لحنها عبد العزيز ناصر رحمة الله عليه، فرحيله كان مرا علينا نحن محبيه، وكل من استمع إلى تلك الأعمال التي قدمها طوال مشواره الفني في مجال الأغنية القطرية، وأن قرار المكتب الهندسي الخاص بإطلاق اسمه على مسرح الريان لهي خطوة وطنية من الدولة التي تقدر الإبداع وتكرم المبدع وأن عبد العزيز ناصر أكثر مبدع يستحق التكريم، وإن كنا فقدناه روحا وجسدا إلا أن ذكراه العطرة سوف تبقى بيننا ولن ننسى تلك الابتسامة التي يستقبلك بها سواء كان يعرفك أو لا يعرفك هكذا هم الكبار وهكذا هم المتواضعون لا ينظرون إلى ما وصلوا إليه من مكانة، بل ينظرون إلى أن ذلك جهد يبذل ولكن تبقى العلاقة مع الناس بعطرها الفواح هي الأبقى.. أما الآخر فهو ذاهب كما ذهب هو وبقيت تلك السمعة الطيبة لدينا.. رحم الله عبد العزيز ناصر وجعل مثواه الجنة، وإنا لله وإنا إليه راجعون..