27 أكتوبر 2025

تسجيل

وداعاً يا أبو ضحكة جنان

28 يوليو 2015

هذا العنوان استخدمته في مقال نشرته في مطلع الثمانينيات من القرن المنصرم بعد أن ودعنا صديقاً عزيزاً وأستاذاً بارعاً اختارته المنية ونحن ما زلنا ننهل من خبرته الصحفية حين كنا نتلمس طريقنا في بلاط صاحبة الجلالة، وكان يتميز بضحكة تجلجل لها أروقة قاعات التحرير في وكالة الأنباء القطرية عندما كنا نتعثر في الوصول للمعلومة، فرغم ما كنا نصاب بالجزع من ضحكته رحمه الله فإنها كانت بلسما وحافزا لنا وما زالت تعشش في أذهاننا.. هذا العنوان الذي شد انتباه من قرأ المقال أيامها أعيده اليوم بمناسبة اليمة لفقدان الفنان القطري المتعدد المواهب محمد اللنجاوي، الذي دخل قلوب الصغار قبل الكبار، وزرع في قلوب اهل قطر وخارجها الحب والبسمة وهم الذين احزنهم وقع الخبر، وستظل ضحكته المميزة تجلجل في وجدانهم، ويتذكرون دعاباته ونكاته وخفة ظله مع الكل دون استثناء. شهدت مراسم دفنه الليلة قبل الماضية وفود من حشود ضخمة امتلأت بهم ساحات مقبرة مسيمير اختلطت فيهم شخصيات مختلفة من محبيه من المجتمع القطري تبين مدى الحب الكبير الذي يكنه القطريون للفنان الراحل، بل أثبت القطريون أن حب الناس يجازى بحب أكبر وتعظيم وتقدير، ولأنه شخصية غير عادية فقد تباكت مواقع التواصل الاجتماعي فور سماع خبر وفاة "بولنجة" ودعا الجميع على "تويتر" بالرحمة والمغفرة للذي أثار برحيله موجة من الحزن طغت على تغريدات القطريين، الذين نعتوه بمحبوب الصغار والكبار، مستذكرين مآثره في تقديم البرامج، والكثير من المناقب، بالإضافة إلى الاستشهاد بمسيرته الإعلامية الحافلة طوال السنوات الماضية. اجمعت التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، على حب هذا الرجل الطيب، بعد ان ووري الثرى في مقبرة أبو هامور وسط دموع الحضور الكبير من أصدقائه ومحبيه وعشاق فنه الجميل وحضوره الرائع، وانهالت التعازي وذكر مناقبه على شبكات التواصل فمنهم من وصفه بـ "راسم السعادة" ومنهم من قال عنه إنه "الذي أسعدنا في طفولتنا"، وغيرها من الأوصاف المحببة اليه خاصة كنيته الشهيرة "ابو لنجة" وهو اللقب الذي سيرسخ في وجدان الاطفال وسيظل في قلوب الناس اسم "بابا لنجة" ولن ينسوه على الإطلاق، فذكراه عطرة، وأعماله هادفة ستظل خالدة في أذهان الجميع من جمهوره وعشاق إبداعه. الفقيد اللنجاوي رحمه الله معروف في الوسط الرياضي، وكان يوم امس يوم حزين للرياضة القطرية بالكامل، فكل الرياضيين يذكرونه من خلال مسيرته في التعليق الذي سجل حضورا بارزا فيه كمعلق سريع البديهة وصاحب قفشات جميلة، وقام بالتعليق على الكثير من البطولات الرياضية والكروية في قطر وخارجها. وداع محمد اللنجاوي الذي وافته المنية متأثراً بسكتة قلبية مفاجئة، عن عمر ناهز 49 عاماً بعد صراع طويل مع المرض امتد لأكثر من عام، واجب تحتمه العلاقة الوثيقة معنا في الوسط الاعلامي والفني، فهو شخصية محبوبة يعرف كيف يتعامل مع محبيه بمكياله الحساس والصادق، ودعه الناس بجسده فقط أمس، لكنهم لن يودعوا أعماله وإبداعاته، رحم الله محمد اللنجاوي وأسكنه فسيح جناته، وسلامتكم.