13 سبتمبر 2025

تسجيل

صحوة الأمة العربية

28 يوليو 2015

في ظل تزامن الأحداث المؤلمة والمتتالية خلال هذه الفترة بمنطقتنا العربية بأكملها وأصبحت مدارك عقولنا ونفوسنا غير قادرة على تحمل مايدور حولنا من فوضى سياسية ودينية وثقافية وإعلامية وحتى وصل بنا إلى الحال إلى التشتت في مصداقية الكثير ممن كانوا مصادر للثقة في القول والفعل في سرد الأحداث وتفسيرها ولكن تزامنا مع الأحداث انقلبت الموازين وما كان يندد به بعض القيادات والمسؤولين بالأمس أصبح يقول عكسه اليوم وتخالطت المصداقية مع المصالح السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية والإعلامية وكثرت الآراء والفتاوى والتحاليل السياسية بما يتناسب مع مصالح وأهداف أخرى بعيدة كل البعد عن تخيلات وآمال وطموح الشعوب والتي كل آمالها أن ينعموا بنعمة الأمن والاستقرار وينعموا بأعلى درجة من الرفاهية التعليمية والصحية والاقتصادية، في ظل قيادات تسعى إلى تحقيق العدالة بقدر المستطاع ونشر السلام بين الشعوب والمنطقة العربية ولكن أصبحنا نكاد نرى الآن تياراً معاكساً لما تطمح له أبسط الشعوب ويعتبر حقا مكتسبا لهم وهو نعمة الأمن والاستقرار وأصبحنا في غفلة طالت مدة الغيبوبة بها سواء كان على التوجهات السياسة وبالتالي يتبعها الإعلام بكل وسائله لقيادة هذه التوجهات والفتاوى الدينية من الجانب الآخر ويليها تسخير اقتصاد الدول لما يخدم هذه التوجهات، وأصبحت الشعوب تدفع ضريبة كل الرؤى بعيدة المدى ونبحث عن إفاقة سريعة من هذه الغيبوبة والتي طالت مدتها وراحت ضحيتها شعوب وأرواح لاذنب لها، وأصبح الواقع المؤلم مابين مؤيد ومعارض ومشاكس، ونستخدم أبناء الأمة العربية لمحاربة ذويهم في مجتمعاتهم وإن كان السلاح باليد أو الفكر أو الإعلام أو الدين حتى وصل بنا الحال إلى طريق الآن لانعلم نهايته ولاندرك آثاره الفادحة على مستقبل الأجيال القادمة في ظل من يسعون إلى الهيمنة الفكرية والتكنولوجية والاقتصادية والثقافية في مجتمعاتنا العربية والكثير منا ربما يدرك ما يحدث لنا ولكن مصالحه أهم من حال الأمة العربية والآخر يستخدم في تدمير مجتمعه وهو منغمس في إثارة الفتن والشائعات والفوضى بأقواله وأفعاله حتى وصلت سموم أفكاره إلى الجميع وهو يحمل المثالية المفرطة في ظهوره السياسي أو الإعلامي أو الديني ويليها البعد عن الدين ودوره الفعلي في حياة الشعوب وضبط الحياة في كافة قطاعاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وانغماس الكثير وراء الشهوات والانفلات الأخلاقي وغابت الأمانة في القول والفعل وتكالبت المصالح الشخصية داخل أجواء الأسرة والعمل وغابت مفاهيم الإصلاح الحقيقي للشعوب بما ينظم حياة سياسية واقتصادية واجتماعية هادئة وضعف دور الوازع الديني بداخل نفوس الأمة والسعي وراء ثقافة الاستهلاك بدون إنتاجية والاعتماد على تجارب الآخرين في الاستيراد بدون عقول منتجة وإبداعية، ورحل دور المفكريين والمثقفين وربما تم التخلص منهم وإبادتهم في ظل الهيمنة الخارجية والتي من أهم مصالحها صناعة مجتمعات عربية جديدة غائبة عن الوعي الفكري والثقافي والسياسي ونحن مشغولون باستخدام وتفعيل أسلحتهم التكنولوجية والثقافية وترويج أفكارهم بطرق مبتكرة من خلال تدني استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي والهواتف النقالة والتي قضت على أسمى مراتب الإنسانية والعلاقات الاجتماعية واستخدمت من أجل التفكك الفكري والسياسي والاجتماعي ونحن منغمسون في تحقيق أهدافهم بكل دقة ونحقق لهم مكاسب اقتصادية في نشر ثقافتهم بعقدة الخواجة، وذلك من خلال التباهي بمنتجاتهم وخبرائهم والتقليل والتحجيم من منتجاتننا العربية والتقليل من قدراتنا العلمية والعملية والاستعانة بهم بكل صغيرة وغريبة سواء في التصنيع أو الإدارة أو الإنتاج إلى أن أصبح العربي في مكانة نسخر من قدراته العلمية والعلمية ولانلوم هذه الثقافة السائدة لأنها من صنع أيدينا وأصبحنا ندفع الضريبة عليها من أحوال العرب والمسلمين بالمنطقة الآن وربما نوه له الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة) وها نحن ضيعنا أمانة الدين وآمال الشعوب ولكن كلنا ثقة بعودة هيبة الأمة الإسلامية بالإصلاحات الداخلية الفردية والمجتمعية والسياسية والإعلامية وعلى أن نسعى بكل جهودنا للخروج من هذه الغيبوبة بقدر المستطاع والتسلح بكلام الله وسنة نبيه الكريم بأن لايغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ونسعى إلى التكاتف والوحدة العربية والخليجية آملين بوحدة السياسة والدين والإعلام في تيار واحد حتى تتعافى منطقتنا العربية من الفيروسات الخارجية والتي انتشرت بصورة إجرامية من الخارج وشكلت خطرا هداما على مستقبل الأمة العربية.