31 أكتوبر 2025

تسجيل

كيف نُرَبِّي ونُعَلِّمُ بِلاَ حِوَارٍ؟!!!

28 يوليو 2014

طريقة التدريس القائمة على الحوار يشعر فيها الطالب بأهميته داخل الفصل، مما يكسبه شعورًا بالارتياح ودافعاً نحو المشاركة والتفاعل مع معلمه وزملائه، فالحوار يساعد الطالب على تحقيق التفاعل والإيجابية والثقة بالنفس، ويشعر الطالب من خلاله بالراحة والطمأنينة والحرية والمحبة، وهذه الأمور تُكسب الطالب شعورًا طيبًا ورغبة في التعليم. فالمعلم من خلال طريقة التدريس الحوارية يستطيع أن يدرب طلابه على حسن الاستماع وعلى قبول الآخر واحترامه وذلك من خلال تصرفه وسلوكه داخل الفصل، كما أنه تتولد لدى الطالب الرغبة في المشاركة الفعالة في الحوار الذي يتم داخل الفصل، من خلال تفاعل الطالب مع معلمه، فيستجيب المعلم للطالب ويتفاعل معهم أثناء التدريس، مما يكون له آثار إيجابية في تعليم الطلاب وفي نموهم، بل وفي رضاهم عن المعلم والدرس. فقد أكدت دراسات التربويين أن الحوار داخل الفصل يعتبر طريقة لزيادة فهم وتقليل الضرر الذي يتعرض له الطالب داخل الفصل، كما أن الطريقة الحوارية في التدريس تدفع المتعلم إلى زيادة القدرة على تقبل وجهات النظر المختلفة، لأن المتعلم فيها يستمع ويشاهد بعض الآراء المختلفة والحجج المتعارضة، فيتعود ممارسة هذه الخلافات، كما أنها تدعوه إلى عدم التعصب والتسلط والاتجاه إلى آراء واتجاهات غير صحيحة. إن استخدام المعلم للأسلوب الحواري له فوائده الكثيرة التي تعود على المتعلم خاصة والمجتمع عامة، سواء أكان استخدامه للأسلوب الحواري وسيلة للتعليم التراكمي أم عملية مستمرة من أجل الاستدلال على مدى تطور الفهم لدى المتعلم، أم كان وسيلة للإعداد للحياة، فهو يجعله فردا مؤثرا في المجتمع تأثيرًا يؤدي إلى التقدم والتطور، فقد أكدت الدراسات أن من العوامل التي تعرقل التطور التعليمي والثقافي ترجع بشكل أساسي إلى المعلمين والصعوبات التي يجدها في بناء الأسلوب الحواري من الطرق المختلفة للتفكير. فهذه الطريقة تعد تحويلا للطريقة التقليدية، حيث يقوم المعلم بتشجيع الطلاب للوصول إلى استنتاجات نابعة من ذاتهم ومرتكزة على خلفية معرفية مناسبة، كما يتيح المعلم الفرصة لهم للاستفسارات وتبادل الأسئلة معه. فالمعلم لديه معرفة جزئية دائمًا ما تعتمد على ثقافة متحيزة مثل أي فرد في أي جماعة، فالمعلم يحاول حث الطلاب على التساؤل وعلى التفكير الجماعي. ويمكن القول إن استخدام المعلم لهذه الطريقة داخل الفصل مع طلابه من أفضل الطرق، لأنها طريقة قائمة على إكساب التلاميذ روح التعاون والديمقراطية والتعبير عن ميولهم واتجاهاتهم والمشاركة الفاعلة إلى جانب الاحترام المتبادل بين المعلم والمتعلم، لأنها تقوم على "المناقشة والحوار الذي يعبر كل طالب فيه عن نفسه كما تقوم على وجود علاقات حميمة وهذا يُعد مؤشرا من المؤشرات التي تشعر الطالب "بالأمان والتقدير، فيكون على استعداد لطرح آرائه بجرأة وشجاعة وتنمو عنده روح المبادرة، لأنه من خلالها يشعر أن المعلم صديق له ولا يسخر مما يقدم من أفكار أو مشاركة في حوار. وقد حصر التربويون مزايا استخدام الطريقة الحوارية في التعليم في النقاط التالية: * إن الاعتماد على الأسلوب الحواري يساعد على بناء مجتمع ديمقراطي، الكل مشارك فيه مشاركة مناسبة ومسؤولة.* يساعد الأسلوب الحواري على العمل الجماعي والابتعاد عن الفردية وإلى التعاون وبث روح المنافسة الشريفة. * يساعد الأسلوب الحواري على نشر جو تسود فيه الحرية والاحترام المتبادل لا على أساس التعصب أو التحيز لفئة معينة. * إن الأسلوب الحواري يسهم في إيجابية المتعلم وذلك من خلال قيامه بدوره في العملية التعليمية وفي قدرته على التعلم من خلال المشاركة الإيجابية والتفاعل المستمر وإيمان معلمه بقدرته على مشاركته الفعالة فيكون المتعلم أكثر ثقة بنفسه ويكون من الأفراد المنتجين داخل المجتمع. * يساعد الأسلوب الحواري الطالب في جعله مقبلاً على التعلم والمشاركة في الأنشطة التي تقيمها المدرسة، حيث يكون أكثر رغبة في عرض أفكاره وآرائه والتعبير عن ذاته. فالطريقة الحوارية هنا وسيلة فاعلة للعملية التعليمية، فهي وسيلة الاتصال بين الأطراف المشتركة في المواقف التعليمية، سواء أكان هذا الاتصال والتحاور بين المعلم وطلابه أم بين الطلاب بعضهم ببعض، فالحوار هنا أسلوب تدريسي يقوم على التفاعل والتعاون بين المعلم والمتعلم داخل الحجرة الدراسية وبذلك فعلى المعلم أن يراعي مجموعة من المبادئ والقواعد التي تكفل فاعليته، مثل استخدام الأسئلة في التوقيت المناسب، استخدامه للحوار لترغيب المتعلم وتشويقه للبحث والمناقشة والتعلم، لا لاستخدامه لتعجيزه أو الحط من قدرته وتفكيره. مما سبق يتضح أن طريقة التدريس التي يستخدمها المعلم داخل الفصل مع طلابه لها فوائد كثيرة إذا كانت مناسبة، فمن خلالها يمكن تحقيق الأهداف التربوية التي يسعى إليها كل المهتمين بعمليتي التعليم والتعلم.