13 سبتمبر 2025
تسجيلالرئيس السابق عُمر البشير مُتهم بقتل 300 إنسان وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وحرب وتطهير عرقي.. 30 عامًا في رئاسة الجمهورية ليكون مصير بلاده التفكك والتقسيم واستمرار الحروب والنزاعات لأسباب داخلية وإقليمية ودولية ليست خافية على أحد. نهاية القصّة: تسليم هذه الشخصية العربية إلى المحكمة الجنائية الدولية، ونقله من السجون المحلية التي ربّما أمر ببنائها لمعارضيه سابقًا إلى بلد طواحين الهواء. وربّما لأننا في المنطقة العربية لا نطحن سوى الهواء.. يُمنح بعض حكّامنا فرصة التنكيل بشعوبهم لعقود طويلة ومن ثم يأتيهم الخلاص من لاهاي حيث تُرتب لهم المحاكمات العادلة وتُنزل بهم العقوبات في حدّها الأقصى سجن مؤبد مع حماية حقوقهم الإنسانية؛ بينما تذهب حقوق شعوبهم أدراج الرياح، طالما لم يتوصل العقد الاجتماعي فيما بينها بناء دولة مؤسسات.. من سجون السودان والتظاهرات المرتقبة في الخرطوم إلى هولندا حيث الماء والخضرة والوجه الحسن. حسنًا فعل وزير الصحة البريطاني بتقديمه استقالته لأنه خرق قوانين صاغها بنفسه نصت على وجوب احترام المسافة الآمنة حفاظاً على الصحة العامة، بينما ضُبط متلبساً في الأروقة الرسمية وهو يعانق مساعدته التي عيّنها بنفسه، ويُقبّلها، ضارباً بالمسافة الآمنة والشرعية عرض الحائط، ما دفع برئيس الوزراء البريطاني لقبول هذه الاستقالة آسِفاً. قبلة واحدة أطاحت به رغم كل جهوده في مجال مكافحة جائحة كوفيد-19. وما أدراك ما القبلة في ظلّ استمرار هذا الوباء الذي ما زال يتمحور وينتقل من بلد إلى آخر بسبب "الخفافيش" وسط التحذيرات الجديدة من منظمة الصحة العالمية التي تُنبئنا بعقود من الحروب البيولوجية وتُجهّز البنية التحتية الصحية للدول، وتُعدّ المجتمعات للتعايش مع أعداء جُدد غير مرئيين لكنهم قادرون على قطع طريق الحرير على الصين عبر الهند التي ربّما ستُصبح تحت وصاية دولية صحيّة في حال تدهور الوضع الصحي فيها أكثر والذي قد يؤثر على العالم بأسره، خصوصًا مع إصدار دراسات حديثة تُشير إلى فيروسات متجددة ووفيات في كيرلا حيث "الخفاش" يترك لعابه على الفاكهة منذ عام 2001. الفاكهة اللبنانية "شمتانة" و"زعلانة".. فبعد منعها من دخول الأراضي السعودية بسبب محاولات التهريب، أحبطت السلطات السعودية مؤخرًا محاولة جديدة لتهريب 14.4 مليون قرص مخدّر مخبأة في ألواح حديدية. ما تبقى من عناصر الدولة اللبنانية يحتفلون بهذا الإنجاز المشترك، مع إغفال أهمية إجراء الدراسات الأمنية والاجتماعية التي ترصد أسباب احتياج شباب هذين البلدين إلى هذه الكمية من المخدرات رغم التناقض الواضح بين هذين المجتمعين وهاتين الثقافتين. ثقافة الانتحار في لبنان - بلد الحياة - تنتشر بين الشباب الذين غالبًا لا ينتمون إلى أي أحزاب سياسية، وللأسف هم القادرون على أداء دور فاعل في بناء الأوطان. المُحزن أن هؤلاء يُعبرّون عن خيبة أملهم بالعيش عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل إقدامهم على الانتحار، ورغم جهود الجمعيات المدنية، إلا أن تصريحات الدُمى السياسية تدور في دوامة تأليف الحكومة والحصص، دون الالتفات إلى حياة الناس، رغم أن حبل المشنقة الذاتي يتدلّى في غرف الأطفال والشباب يحصد أرواحهم.. ويمدّ في أعمار زعمائهم! زعماء القبائل الأصلية في كندا قلقون من الأحداث الأخيرة التي طالت أراضيهم، وذلك بعد نحو شهر من العثور على مقبرة جماعية تحتوي على رفات 215 طفلاً دُفنوا في مدرسة داخلية أقامها المستعمرون البريطانيون لجمع السكان الأصليين من الهنود وتغيير هويتهم.. حركة حياة السود مهمّة.. وكذلك حياة السكّان الأصليين أيضًا في كندا أو ربّما لم يُعط الضوء الأخضر للهرج الإعلامي بعد.. اللهم إلا إذا زار "ترمب" كندا. من حقوق السكان الأصليين إلى حقوق السود وحياتهم المهمّة والحكم على الشرطي المتسبب بقتل "جورج فلويد".. وسائل الإعلام العربية سعيدة بالخبر. نتمنى من ممولي وسائل الإعلام والمسؤولين عن السياسة التحريرية في القنوات العربية الولوج إلى السجون العربية والبحث عن قضايا التمييز العرقي والاجتماعي ورصد إساءة استخدام السلطات، أو السماح لصحافة المواطن بالنهوض، وتسهيل مهمتها، كتسهيل مهمّة بائعي الكعك المُحلى والعطور.