16 سبتمبر 2025
تسجيلالمشاهد التي لا تزال تتناقل عن تجاوزات كثيرة تفعلها بعض العائلات والأفراد للمراحل الأربع التي حددتها وزارة الصحة العامة مشكورة للعودة شبه الطبيعية للحياة والعمل مع التشديد على ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية يمكن أن أقول عنها أنها غير مسؤولة بتاتا ويمكن لا سمح الله أن تعيدنا إلى المربع الأول لتفشي هذا الوباء الذي عصف بنا وبالعالم بأسره . فماذا يعني أن تكثر الزيارات والخروج غير المبرر والزحمة في أماكن التسوق وفي المجمعات التجارية التي لم يكد يتم الإعلان عن فتح محدود لها حتى تعاركت السيارات في مواقفها والأفراد في مداخلها وكأن ما تم الإعلان عنه هو ما بعد المرحلة الرابعة التي يجب أن نتذكر أننا لن نصل لها إلا إذا تمت دراسة نسبة نجاح ما يسبقها من مراحل وإذا أُعلن عن العكس فالجميع سيكون خاسرا لا محالة ويجب أن نذكر أنفسنا أننا حتى الآن لم ننهِ المرحلة الأولى بعد وكل هذه التجاوزات تحدث من أفراد أعتبرهم شخصيا غير مسؤولين كما أنهم لا يحترمون الجهود الجبارة التي تقوم بها الدولة من وزارة الصحة العامة والتي تعد في الصف الأمامي لمواجهة انتشار هذا الفيروس بصورة يمكن بعدها أن تنهار المنظومة الصحية لا سمح الله والتي تخسر اليوم جهود بعض الأطباء الذين خالطوا لفترة كبيرة الكثير من مصابين ومرضى بالفيروس وهم اليوم يتلقون هم أنفسهم العناية الطبية اللازمة بعد إصابتهم به أو يمكن أن نخسر أرواحا منهم عطفا على كلام رئيس مركز الأمراض الانتقالية الدكتور عبداللطيف الخال في المؤتمر الصحفي الأخير والذي عبر فيه عن أسفه في أن الوفيات في هذه المرحلة يمكن فعلا أن تكون من الأطباء الذين يشرفون بصورة مباشرة على مرضى فيروس كورونا ومن المهندسين الذين يخالطون شرائح وأعدادا كبيرة من العمالة في المواقع الإنشائية ومن المدرسين والمعلمين أيضا وهذا أمر جلل يجب أن يلقى منا كل التقدير والشكر وهذا الشكر سيكون حين نلتزم بكل الإرشادات والتعليمات التي تؤكد أن الحياة شبه الطبيعية التي نرجو أن نعود لها يجب أن تمر بمراحل تم توضيحها بالتفصيل من سعادة المتحدث الرسمي لإدارة الأزمات السيدة لولوة الخاطر وأن كل مرحلة تعتمد على نجاح المرحلة التي سبقتها وعماد هذا النجاح هو المجتمع والذين يعيشون في هذا المجتمع فقد باتت المسؤولية أكبر من أن تتحملها الدولة بمفردها وبات علينا مواطنا ومقيما أن نعي أننا شركاء في هذه المسؤولية ونقف في الصف الأمامي أيضا لمواجهة انتشار عدوى كوفيد 19 لكن إذا ظلت هذه التجاوزات التي فلت عيارها من هذه المرحلة والتي تقترب من نظيرتها الثانية فبالتأكيد لن نشهد مرحلة ثالثة ولا يمكن بعدها أن نحتفل بالرابعة ما دامت جهود الدولة والأشخاص والفئات الملتزمة والتي تطبق حذافير هذه الشروط والخطوط الحمراء قد ذهبت هباء منثورا بسبب تسيب شريحة غير مسؤولة في هذا الخراب المجتمعي والصحي على حد سواء . بالأمس تناقل موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر ) مشاهد حية التقطت لشاطئ المرونة شمال قطر وقد تكدس بعشرات العشرات من الأفراد والعائلات وكادت أن تحدث كارثة في غرق أسرة كاملة لولا ستر الله وجهود الشباب الذين تواجدوا هناك لإنقاذ أفراد هذه العائلة التي كاد الإهمال أن يتسبب بفاجعة لا سمح الله فخرج بعضهم من المستشفى متعافيا والحمدلله بينما ظل البعض الآخر يتلقى العناية الطبية اللازمة هناك لأن البعض يود أن يمارس السباحة بعيدا عن بقع التزاحم لكنه قد يجد نفسه غير متحكم بمسار هذه السباحة والسبب طبعا يكمن في هذا التزاحم غير المبرر الذي اندفع الناس له بصورة غير مدروسة ونحن ما زلنا نقول بسم الله يا هادي فيا جماعة الخير اهدأوا فكل ما تنتظرونه سيأتي ولكن اليوم هو موقف أعتبره اختبار وفاء لدولتنا في تقدير كل ما تقوم به من جهود فإن تجاوزنا فقد نكون من الخائنين الذين لا يُغتفر لهم وإن أوفينا حقها بالالتزام فسنكون من الأمناء على جهد ووقت ومال هذا البلد ولكم الاختيار فأنا قد اخترت أن أكون أمينة وافية ولله الحمد . @ebtesam777 [email protected]