27 أكتوبر 2025

تسجيل

رأي في الجيش العراقي

28 يونيو 2016

التاريخ لا يغفل الأحداث الدراماتيكية التي حلت بالجيش العراقي بعد سقوط بغداد وما تلاها من مساع حتى الآن لإعادة بناء الجيش النظامي العراقي وإعادة وحدته، ونشاهد اليوم كيف أخفقت المحاولات في الحد من قوة المجموعات الطائفية، فمنذ دخول القوات الأمريكية إلى العراق في عام 2003 وحل الجيش العراقي من قبل الحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر لم يستقر وضع الجيش حتى بعد أن تمت إعادة تشكيله بشكل يراعي التغيرات السياسية. في جلسة نقاشية جمعتنا مع أصدقاء منهم عراقيون أبرزهم الصديق الإعلامي مروان الجبارة الذي كان له رأي في تحولات الجيش العراقي في معاركه الأخيرة لاستتباب الأمن في المناطق المشتعلة ولم يخف تشكيكه بشأن نتائج المحاولة الأمريكية لتعزيز الجيش العراقي والتهديد المتجه نحو تقسيم بلده والحد من الكارثة التي ركنت نحو 50 ألفا من المدنيين السنة محاصرين داخل الفلوجة المدينة المطوقة. استأذنني الزميل العراقي وهو كاتب يمتاز بحسه القومي أن يدلي بدلوه في هذه الزاوية اليوم تعليقا على أوضاع الجيش.. وها أنا أحقق رغبته وإليكم ما فاض به قلمه الجاد: لم تأت زيارة وزير الدفاع العراقي الدكتور خالد العبيدي إلى مدينة تكريت يوم ١٢ أبريل الماضي واستقباله مع أهالي تكريت لقطاعات الجيش المتجه إلى الشرقاط شمال صلاح الدين من فراغ فهي تصادف في نفس تاريخ إسقاط تكريت بيد تنظيم داعش عام ٢٠١٤، وصعود وزير الدفاع بطائرة الـf16 من (قاعدة بلد) الجوية شمال محافظة صلاح الدين وقصفه أهدافا للتنظيم في الفلوجة، ودعم الجيش بالأسلحة والإمكانات الاستخباراتية واللوجستية من قبل المستشارين الأمريكان المنتشرين في عدد من القواعد العسكرية في العراق. وهنا سلط الضوء إعلاميا على نجاحات الجيش العراقي في ساحات المعارك وتغيير الصورة السوداوية التي ترسخت بعد إخفاق المؤسسة العسكرية في أبريل ٢٠١٤ وماسبقته من اتهامات بالطائفية للجيش الذي بني على أنقاض الجيش العراقي السابق في عهد بريمر. هذا يحدث وغيره يأتي ضمن حملة ممنهجة ومركزة لإعادة هيبة الجيش العراقي وإظهاره بدور المخلص والمنقذ، والتحالف الدولي يبدو أنه يسعى أن تكون نهاية تنظيم داعش الإرهابي في العراق على يد الجيش العراقي مدعوما بخبرات وإمكانات التحالف الذي يسعى لتقليص دور القوات غير النظامية ومن أبرزها قوات الحشد الشعبي التي تشكلت بعد فتوى المرجع السيستاني والتي تتهمها أمريكا والفعاليات السياسية السنية ومنظمات عالمية أخرى بانتهاكات لحقوق الإنسان كتعذيب وتغييب مدنيين وتفجير منازل ودور عبادة في محافظات صلاح الدين والأنبار. وتعمل أمريكا وشركاؤها على إبعاد الحشد الشعبي عن مشهد التحرير المرتقب لما تبقى من المدن الخاضعة لسيطرة داعش ومن أبرزها الموصل والحويجة والشرقاط وتتهمه بتلقي الأوامر والدعم من إيران بعد انتشار صور زيارة قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني لأطراف الفلوجة. وأيا كان الهدف المرسوم من دعم أمريكا للجيش العراقي وتطوير إمكاناته فإن ثقة الأهالي في المناطق المغتصبة بقدرات الجيش قد توطدت وكبرت بعد انتصارات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب ويفضلونه على وجود قوات الحشد الشعبي بعد انتشار مشاهد ومقاطع التعذيب والإعدام بحق مدنيين في مناطق القتال التي شارك فيها. لن تسمح أمريكا لغير الجيش العراقي بإنهاء ما تبقى من داعش في العراق هذا آخر كلامه مؤكدًا أن الدور سيكون على حساب الحشد الشعبي الذي بدأ نجمه بالأفول في ظل الصراعات الداخلية بين الفصائل المسلحة. هذا ما لزم وسلامتكم