15 سبتمبر 2025
تسجيلقيل الكثير عن عهد وجهاد سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ويستحق القول أكثر عن ما فعل عبر ثمانية عشر عاما، واجه المحن والصعاب بقلب جسور وحكمة بالغة وإرادة عالية قل مثيلها إلا عند عمالقة التاريخ الذين قادوا شعوبهم في أحلك الأزمات وخرجوا منتصرين للوطن والشعب. المؤرخون سينصفون الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عندما يكتبون تاريخ قطر. (2) اليوم فارس شاب يتولى القيادة هو سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وفقه الله ومشروعه إتمام المسيرة لتحقيق ما كان الأمير الوالد يريد تحقيقه فأوكل بالمهمة إلى سموه ليؤدي الدور الذي عليه أن يؤديه تجاه وطنه قطر وشعبها وأمته العربية والإسلامية. أكد في خطابه الأول بصفته أميرا للبلاد أن التواضع سمة الأقوياء الواثقين من أنفسهم والغرور يقود إلى الأخطاء الأمر الذي يربك المسيرة. إن ما يصنع الولاية الرشيدة عند الأمة كما قال: هو العدل والصدق والقدوة الحسنة. لقد ركز سموه في خطابه على الهوية الثقافية وهو مدرك بأنه لا هوية من دون انتماء لحلقات أوسع فأكد بأن شعب قطر جزء من منطقة الخليج العربي بحكم الموقع الجغرافي وتداخل الأعراق وبالضرورة نحن جزء من الأمة العربية وعقيدتنا الإسلامية تجعلنا جزءا من العالم الإسلامي. عندما يتحدث سموه عن الهوية الثقافية والانتماء لهذه المنطقة من الوطن العربي يدرك المخاطر التي تواجه ثقافتنا وهويتنا العربية نظرا لاختلال التركيبة السكانية في المنطقة والتي مهددة بثقافات مختلفة وانتماءات متعددة نظرا لجحافل العمالة الوافدة غير العربية مما يشكل على هويتنا مخاطر جسيمة. وراح سموه يركز على التعليم واللغة العربية فقياس النجاح عنده هو مقدار تعلم الأمة وانحسار الأمية والانخراط في معراج التنمية لا يكون إلا بالعلم والانتماء للوطن. يعلم سموه من واقع التجربة والملاحظة بأن عالمنا العربي يعيش مرحلة استقطابات متعددة وإملاءات من قبل تيارات سياسية وفقهية وطائفية تلك الاستقطابات تشكل أخطارا على أمتنا العربية وراح سموه يؤكد بأن دولة قطر قيادة وحكومة وشعبا لا يُحسبون على تيار ولا يصطفون إلى جانب تيار ضد آخر مؤكداً على التنوع الفكري وحق الاجتهاد لكل المذاهب الفكرية والدينية دون تعصب أو تحزب لفكر أو معادات أصحاب الرأي. يقول سموه حفظه الله: إننا لا نعيش على هامش الحياة ولا نمضي تائهين بلا وجهة ولا تابعين لأحد ننتظر منه توجيهنا. إنه في اعتقادي يشير إلى دور قطر الفعال في نصرة الشعب العربي المطالب بحقه في الحرية والكرامة وحقه في اختيار نظام حكمه في أكثر من دولة عربية مؤكداً الاستقلال التام في كل قرار اتخذته القيادة السياسية القطرية فلا تبعية لأحد فيما تتخذ من قرارات، مقاصدها وطنية إنسانية تصطف إلى جانب أي شعب عربي يتعرض لاضطهاد أو ظلم أو سلب لإرادته الحرة وكرامته العزيزة. إن المسألة الفلسطينية لم تغب عن سموه في خطابه الأول الموجه إلى الشعب القطري فأكد الالتزام بالتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله لنيل حقوقه المشروعة، وتلك الحقوق هي الشرط الحقيقي لتحقيق السلام العادل ذلك السلام الذي يقوم على الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة والعودة إلى خطوط ما قبل الخامس من يونيو 1967 بما في ذلك مدينة القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم ولا يمكن أن نتصور سلاما عادلا دون استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه كاملة. آخر القول: يقول ابن خلدون الحاكم يحتاج إلى رجل السيف ورجل القلم، والرأي عندي أن الأول يعبر عن القوة والعزم والثاني يعبر عن الحكمة والعقل. وآخر الدعاء اللهم وفق أميرنا تميم لما يرضيك وينفع الأمة العربية والإسلامية، وارزقه البطانة الصالحة التي تعينه ولا تكون عبئا عليه إنك سميع مجيب.