15 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تستفزوا العراق الشقيق

28 يونيو 2011

السكوت والتمادي في إلحاق الأضرار بالعراق ستكون له عواقب على المنطقة العراق ركن أساسي من أركان الوطن العربي، ومصير العرب مرتبطا بمصيره، والشعب العراقي ساهم في تأسيس الحضارة الإنسانية عامة والعربية الإسلامية على وجه التحديد من عهد حمو رابي (1700 ق. م.) وإلى عام 2003 عام النحس على العراق الشقيق والأمة العربية عامة. من المؤسف أن الشرور توالت على العراق بفعل بعض من ادعى أنه من أبناء الرافدين، وتعاظمت تلك الشرور من جواره العربي، والمحرك لكل هذا وذاك دولة الاستكبار العالمي، لكن قيض الله لها من يجرعها سم الهزيمة في العراق، إنهم أبناء الرافدين البواسل. أريد أن أنبه كل الذين يستغلون ضعف العراق بعد احتلاله عام 2003 للنيل منه ومن كرامته ووحدة أراضيه أن لا يتمادوا في استفزاز هذا الشعب العظيم تارة بالإصرار على إبقاء قرارات مجلس الأمن الصادرة تحت بند الفصل السابع من الميثاق سارية المفعول، وتارة أخرى باستنزاف ثرواته بدون وجه حق وثالثة بتغيير معالم الحدود الجغرافية في جنوب العراق. حدود العراق الجغرافية معروفة لكل منصف ـــ من حقب ما قبل العهد العثماني مرورا بالاحتلال البريطاني وقيام النظام الملكي وحتى عام 1991 م ـــ لا ينكرها إلا ظالم أو جاهل بوقائع التاريخ. الشعب العراقي أسد جريح بفعل البعض ممن يدعون الانتساب إليه، وبفعل جواره العربي والإسلامي وبفعل الدول الكبرى المتحكمة في إدارة مجلس الأمن الدولي فلا تزيدوا جراحه عمقا بتصرفاتكم اللامسؤولة في جنوبه. الأسد الجريح يكون أكثر شراسة عندما يستفز أو يحاول أحد إهانته أو المساس بعرينه، وهذا طبع الشعب العراقي الشقيق. (2) بصرف النظر عمن يحكم العراق فكلهم مجمعون على تثبيت حقوقه الجغرافية في أي جبهة كانت، وبصرف النظر عن رأينا في الحكومة الحالية وشرعيتها إلا أننا نقف معها صفا واحدا في وجه كل من يحاول المساس بسيادة العراق والاستقواء على حدوده التاريخية أو النيل من مكانته أو إهانة هذا الشعب العظيم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، إنه صانع حضارة إنسانية يعتد بها على مستوى العالم كله وهكذا يجب التعامل مع العراق. في أعقاب الحرب العالمية على العراق (33 دولة حاربت العراق) والتي استمرت من عام 1991 ــ 2003 وأخيرا تم احتلاله، استغلت دولة مجاورة هذا الضعف الذي أصاب العراق فراحت تتوسع في الأراضي العراقية بمساعدة الدول المنتصرة في الحرب على العراق وفعل دور مجلس الأمن لتحقيق تلك المهمة. على إثر ذلك فقد العراق أراضي واسعة غنية بالبترول وفقد ميناء (أم قصر) البحري التجاري لأن هذه المنطقة ضمت إلى دولة الكويت بقرارات مجحفة وظالمة، كذلك استيلاء الكويت على ممر الملاحة البحرية في خور عبد الله ألحق أضرارا بالغة بالموانئ العراقية مثل ميناء خور الزبير، وميناء البتروكيماويات وغيرها من الموانئ العراقية الصغيرة المتخصصة المطلة على الخليج العربي. إن الخط القاطع للممر الملاحي العراقي الضيق والمحصور بين ميناء أم قصر العراقي المغتصب وجزيرة (حجام) سيجعل الموانئ العراقية محاصرة تماما، ومعزولة عن العالم، وسيكون العراق دولة مغلقة لا صلة لها بالبحر. (عماد علو 25 /5 /2011) وهذا خنق للعراق يجب عدم القبول به عربيا. (3) أعتقد أن الكويت لديها من الأزمات ما يكفيها طبقا لما تنشره وسائل الإعلام الكويتية ومع الأسف الشديد أن بعض أصحاب المصالح بوعي أو بدون وعي يزيدون من أزمات الكويت بفتح أبواب أخرى للأزمات الماحقة على سبيل المثال: إقدام الكويت على بناء ميناء مبارك الكبير الذي سيلحق أضرارا بالغة بالموانئ العراقية. إن الاستمرار في تنفيذ هذا المشروع سيزيد من كراهية العراقيين للكويت لأن هذا المشروع سيلحق الضرر بالاقتصاد العراقي بشكل مباشر وعلى الجرف القاري وممرات الملاحة. إن عمليات الحفر والردم، وإنشاء السواتر الخرسانية في خور عبد الله سوف تلحق الضرر بالثروة السمكية في المياه الإقليمية العراقية، والتي تعتبر مصدر الرزق لآلاف العراقيين من سكان جنوب العراق. إن الكويت لديها عدد من الموانئ هي ميناء الشعيبة، والأحمدي وميناء عبد الله وميناء الشويخ تخدم مساحتها البالغة 18 ألف كلم2، وسكانا لا يزيدون على 800 ألف نسمة غير العابرين من غير الكويتيين ولا حاجة لها للتوسع في بناء موانئ جديدة، بينما ميناء أم قصر العراقي المسلوب يخدم سكانا يزيدون على 26 مليون عراقي ومساحة أرض تقدر بـ 437 كلم2 فأي عدالة هذه. آخر القول: إن خنق العراق بحريا من قبل جيرانه اليوم أمر لا يجب السكوت عنه عربيا، إن السكوت والتمادي في إلحاق الأضرار بالعراق ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة برمتها.