29 أكتوبر 2025

تسجيل

حب الوطن من الإيمان

28 يونيو 2011

الوطن هذا الكيان الذي لا يمتنع المرء عن التقدم من أجل حمايته والمحافظة عليه فالروح ترخص من أجله وليس أدل على ذلك مما جاء في قوله سبحانه وتعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) سورة الممتحنة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حب الوطن من الإيمان". ويقول شوقي: إذا عــظــم البـلاد بنــوهـا أنــزلتــهم مـنازل الإجـلال وهذا ما يجعلنا لا يمكن أن نتخلى عن وطننا وعن التمسك به وبأننا منه واليه مهما كانت الصعاب فالوطن وحبه لا يقدر بثمن فالدفاع عنه والذود عنه واجب لا بد أن يكون متعمقا في نفوسنا وأننا بدون الوطن لا قيمة لنا فليس لنا عزة الا بالوطن وانتمائنا له الانتماء الذي لا يرهبنا أي شيء مهما عظم فلا يمكن أن نتجرد من وطننا ولا نذكره وأننا منه خاصةً أننا نعلم أنه لم يقم الا بما تحمله الأمانة بأن يكون مع الضعيف والمظلوم ومساعدة المحتاج طالما أنه قادر على ذلك وعدم التخلي عما يفرضه عليه واجب القربى والجيرة والإنسانية فهذه مبادئ تربينا عليها في حب الوطن الذي لا يمكن أن نتجرد عن أن نقول اننا منه وعنه نذود بالغالي والنفيس وليس من شيمنا التي تربينا عليها ألا نذكر انتماءنا لوطننا مهما صغر أو كان فقيراً فهذا ليس من التربية التي تربينا عليها فكيف بنا أن نتخلى عنه ونحن نعلم أنه لا يقوم الا بما تمليه عليه النظم والأعراف التي تدعو للوقوف بجانب المظلوم وقد أوصانا بذلك رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) بقوله: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، وليدرك من تسول له نفسه أن يحاول الإساءة للوطن -ومنهم منتمون له- أن هناك من لا يرضون بأن تهان تلك التربة طالما اننا نقف مع الحق وقيادتنا الحكيمة تعمل من أجل ذلك والكل يدرك ما قامت به تلك الأيادي في وطننا من أجل صيانة العديد من الأنفس وقتل شرور الفتنة في الشرق والغرب الذي يجب ألا يرد الإحسان بالإساءة والمعروف بالنكران لتلك الأعمال الشاهدة أمام العيان فليدرك الجميع أن ما قامت به حكومتنا وستعمل على مواصلة مثل تلك الأعمال ليس من ضعف ولا خوف ولكنه من أجل أن تبقى للإنسان وأوطانه كرامتها ووجودها، وهنا مثل انجليزي يقول: الأوطان ليس لها مكان، وهذا ما تؤكده قيادتنا التي تمتد يدها هنا وهناك وتعتبرها ككيان منها، وهذا ما يؤكده القول العربي: الوطنية خدمة وتضحية لا كلمات جوفاء رنانة. من روائع الحكمة. من أجل هذا فنحن نعتز بوطننا وبكل ما قام به ولن نتخلى عن انتمائنا له مهما كان الأمر فنحن بدونه لا شيء لما له من خير وفير علينا وعلى أجيالنا التي لا بد أن تنمو أجسادها على ذلك حتى يتم وطننا كما أريد له شامخاً في عنان السماء يحب للآخرين كما يحب لنفسه من التطور والرخاء والنماء والاستقرار فليس منا من يتجرد عن وطنه والذكر للآخرين بأن ينتمي له فعذراً لمن ذكر أننا عند تجوالنا هنا وهناك لا نفصح عن هويتنا ووطننا فهو ليس بأغلى من أنفسنا، "قطر يا حب في قلوبنا على أرضك نعيش أسياد". وافتخر إني قطري.