10 سبتمبر 2025
تسجيللم أتوقف منذ العدوان المجرم والإرهابي على قطاع غزة عن الحديث عن مأساتها والمذابح التي ارتكبتها وترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق الآلاف من الأطفال والرضع وأهل غزة التي باتت حطاما ودمارا وقبورا مفتوحة لشهدائها وجرحاها ومن أصبح حيا ميتا فيها، وقد اعتبرت أن الخروج عن هذه المأساة خيانة بحق هذا القطاع الصغير الذي لم يرحمه قريب منه ولا بعيد عنه وظل حتى هذه اللحظة فرصة لأن يكون مسرحا لكل جرائم الإرهاب التي ظل المجتمع الدولي يحذر منه ويتوعد أصحابه بشتى صنوف العذاب والعقاب، فإذا به أمام إسرائيل ينخ كما ينخ البعير المتهالك الذي لا حول له ولا قوة في استقاء قوة يدفع بها ضد هذه القوة الإسرائيلية التي فاقت الإرهاب ظلما وعدوانا ووحشية وغدرا وقسوة ودموية، ويركن هذا المجتمع في معظم دوله التي تصالحت مصالحه على أن تنبذ هذا الإرهاب قولا وفعلا وتواجه إسرائيل بحقيقة واحدة وهي أنها كيان محتل غاشم مارس أعتى صنوف القتل والتنكيل في حق شعب أعزل يريد أن يعيش في وطن حر هو له منذ آلاف السنين، ولا توجد قوة في الأرض تمنعه من أن يحلم هذا الحلم المشروع له وأن يحققه يوما بأي وسيلة كانت، كما يمكن أن يفعله أي شعب واقع تحت احتلال يريد أن ينتزع حكمه ووجوده وشرعيته في ترابه. اليوم ونحن نتجاوز السابع من أكتوبر الماضي من العام المنصرم بشهور عدة وأيام طويلة جدا نستيقظ كل دقيقة على ارتكاب إسرائيل ما يمعن في وصفها بأنها إنما وُجدت لتقتل وتمارس ما تجيده تماما وهو الإبادة الجماعية العشوائية بأي صورة كانت ولعل آخرها ولا أظنها الأخيرة لإسرائيل مذبحة رفح الأخيرة التي لم تمتلك السلطة الفلسطينية التي لا يجب أن يسألني أحد عن موقفها الحقيقي المستمر منذ تفجر صور الانتقام الدموية الإسرائيلية في غزة لرأيي الحقيقي في موقفها إلا أن تبدي ذعرها مما رأت ووصل لطاولاتها التي يعتبرها العالم أنها ممثلة عن الشعب الفلسطيني وتمثل احتلاله وضعفه وحصاره ومنه أهل غزة أنفسهم الذين باتوا يقارنون كيف كانوا وعاشوا قبل هذا العدوان وكيف باتوا وأصبحوا ثكالى ويتامى وفي دمار لا يمكن لسطور أي كاتب أن يصف بشاعته وقسوته فيهم إلا شعوب الغرب التي لا تزال تتحفز لكل مناسبة أو تجمع لأي مسؤول بينهم لتواجهه بجرائم إسرائيل في غزة حتى وصل بكثير من الشعوب الأوروبية أن تجبر جامعاتها النظامية ومؤسساتها المركزية على سحب استثماراتها من إسرائيل تلبية لضغوطات الشارع الذي بات ينظم مظاهرات وكلمات ورسائل ووسائل تصل للعالم بأن غزة لم تمت بينهم وإنما ماتت لدينا نحن الشعوب العربية التي لا زلت أسأل نفسي هل استبدلنا الله هذه الشعوب بنا التي لا تشاركنا اللغة ولا الدين ولا الجغرافيا ولا الهوية ولا الطبع العربي أو التطبع الشرقي وبات لغزة صوت لا يتوقف هديره هناك بينما مات بيننا؟! وهذا والله لهو السؤال الصعب الذي يذلنا كعرب ومسلمين من أن يجد أهل غزة بدلاء عنا في شعوب الغرب الذين هزتهم مشاهد الأطفال والرضّع والأجنة في أرحامها وهم مقتولون بوحشية لكن المشاهد هذه تبخرت من بين حنايا قلوبنا التي لا يجب أن تُنتزع منها الرحمة وقد قال الله فينا «أشداء على الكفار رحماء بينهم» فإذا بنا رحماء على غير بني جلدتنا من المجرمين والظالمين وأشداء على أهلنا الذين يشاركوننا كل تلك التي قاسمتنا بها شعوب الغرب وتفوقت علينا بها حتى إن النرويج وإيرلندا وإسبانيا لم تتوان عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ولم تعر اهتماما لتهديدات إسرائيل في فرض عقوبات اقتصادية عليها بسبب هذا الجنوح غير المسبوق لدول كانت حتى الأمس على وفاق مع تل أبيب فإذا بالمقاعد تتحرك وتتسابق وتتغير آراء أصحابها ويغدو الصديق عدوا لديهم والعدو صديقا لربما منا ممن لا يزال يتاجر بالقضية وفضحت غزة تجارته الرخيصة ولكن بدماء بريئة سيكون أصحابها خصوما لن يتنازلوا عن خصومتهم أو يسمحوا أو يسامحوا!.