10 سبتمبر 2025

تسجيل

المبيدات وصحة أطفالنا

28 مايو 2024

قدمت خلال معرض الكتاب ورشة بعنوان: الأطفال والمخاطر الصحية، وتعرضنا فيها للحديث مع المشاركين عن أخطار استخدام المبيدات الحشرية في المنزل، وخطورة هذا التصرف خصوصاً على صحة الأطفال. حيث تطرقنا خلالها لعدد من الحلول الطبيعية التي يمكن استخدامها عوضاً عن اللجوء لهذه المبيدات. ورأيت أنه من المفيد مشاركة القراء الأعزاء في هذا الموضوع الهام. فأرجو لكم متابعة مفيدة. تعد الحشرات المنزلية مصدر إزعاجٍ كبير ويمكن أن تشكل تهديدًا لصحة أفراد الأسرة. وعادة ما يلجأ الكثيرون إلى استخدام المبيدات الكيميائية لمكافحة هذه الحشرات، لكن هذه المبيدات تحمل أخطارا صحية خطيرة، خاصة على الأطفال. لهذا السبب، يعد استخدام التدابير الوقائية والطرق الطبيعية خيارًا أفضل للحفاظ على المنزل خاليًا من الحشرات. وكما من المعروف أن المبيدات الحشرية عبارة عن خليط من مواد كيماوية هدفها القضاء على الحشرات بكافة أنواعها. ولكن تأثيراتها الصحية على الأطفال لها طابع تهديدي وتأثيري واسع على أجهزة متعددة من جسم الطفل. فالتأثير على الجهاز العصبي يؤدي إلى تأخيرات في النمو العقلي والجسدي، وصعوبات في التعلم، واضطرابات سلوكية. حيث أظهرت الدراسات أن التعرض حتى للمستويات المنخفضة من هذه المبيدات يمكن أن يؤثر سلبًا على الوظائف الإدراكية والمهارات الحركية لدى الأطفال. أما التأثير على الجهاز التنفسي، فيتسبب في مشاكل خطيرة، فالأطفال معرضون بشكل أكبر لهذا الخطر بسبب أحجام أجسامهم الصغيرة ومعدلات التنفس الأسرع لديهم. فيؤدي التعرض المزمن لهذه المواد الكيميائية للإصابة بالربو والتهاب الشعب الهوائية. وأما ما يتعلق بالتأثير على الغدد الصماء، فإن التعرض للمبيدات يتداخل مع النظام الهرموني في جسم الأطفال، مما يؤدي إلى اضطرابات في الغدد الصماء. حيث إن هذه المواد الكيميائية قد تحاكي أو تعيق عمل الهرمونات الطبيعية، مما يتسبب في مشاكل صحية مثل البلوغ المبكر، واضطرابات النمو، ومشاكل في الصحة الإنجابية لاحقًا في الحياة. والاضطرابات الهرمونية الناتجة عن التعرض للمبيدات الحشرية قد تكون لها آثار طويلة الأمد على صحة الأطفال. كما أن التعرض المستمر للمبيدات الحشرية يمكن أن يضعف من الجهاز المناعي للأطفال، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والعدوى. وتشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين التعرض للمبيدات الحشرية وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان في مرحلة الطفولة، مثل سرطان الدم والأورام اللمفاوية. وحتى تتجنب، عزيزي القارئ، هذه التأثيرات على صحة أطفالك، فإنني أقترح عليك عدداً من التدابير الوقائية التي تجعل منزلك خالياً من الحشرات وتغنيك عن اللجوء لاستخدام هذه المبيدات الضارة على صحة أطفالك وصحتك، هذه التدابير يمكن أن تلخص في: النظافة، فهي الخطوة الأولى والأكثر أهمية في منع غزو الحشرات. سد الشقوق والفجوات من الخطوات المهمة للسيطرة، حيث إن الحشرات تدخل إلى المنزل من خلال الشقوق والفجوات الصغيرة في الجدران والنوافذ والأبواب. لذلك، من الضروري فحص هذه المناطق بانتظام واستخدام شرائط العزل لسد الفراغات حول الأبواب والنوافذ. استخدام الزيوت العطرية من الطرق الطبيعية في السيطرة، حيث تتمتع العديد من الزيوت العطرية بخصائص طاردة للحشرات. ويمكن خلط بعض الزيوت العطرية مثل النعناع، واللافندر مع الماء واستخدامها كرذاذ في أنحاء المنزل. كما يمكن وضع كرات قطنية مبللة بالزيوت العطرية في الأماكن التي تتواجد فيها الحشرات عادةً، مثل الزوايا والمداخل. زراعة النباتات العشبية حول المنزل، حيث تتمتع بعض الأعشاب بخصائص طاردة للحشرات، مثل الريحان، والنعناع، وإكليل الجبل. من الأهمية بمكان، الحفاظ على بيئة جافة، حيث تنجذب العديد من الحشرات إلى المناطق الرطبة. لذلك، من المهم إصلاح أي تسريبات في المنزل فورًا. ويقرن معها التفتيش المنتظم، حيث يعد التفتيش الدوري للمنزل بحثًا عن علامات وجود الحشرات خطوة أساسية في السيطرة عليها. فكلما اكتشفت المشكلة مبكرًا، كان من الأسهل معالجتها. فمن المهم القيام بإجراء فحوصات دورية في جميع أنحاء المنزل، خاصة في الأماكن التي يحتمل أن تختبئ بها الحشرات. وختاماً، فإن استخدام هذه التدابير الطبيعية والآمنة، يمكنك بشكل فعال من تقليل ومنع غزو الحشرات في منزلك، بحيث تسهم في خلق بيئة صحية وآمنة لأطفالك وعائلتك. وتجنب أطفالك التعرض الخطر لهذه المركبات السامة وتأثيراتها الضارة جداً على صحتهم. مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة.