12 سبتمبر 2025

تسجيل

ليس الفتى من قال كان أبي

28 مايو 2023

كنت قد فكرت بأن أكتب عن الانتخابات الرئاسية التركية والتي تجرى اليوم جولة الحسم النهائية بها بين الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان وبين معارضه العدائي كمال كليتشدار أوغلو ويعلن بعدها اسم الفائز بولاية رئاسية أدعو الله أن يحظى بها الطيب أردوغان الصديق الصدوق لنا وأن يجر أوغلو أذيال الخيبة التي بدت مبكرا عليه منذ تصريحه الأخير الذي طالب فيه الشعب ألا يذهبوا لمراكز الاقتراع ماداموا لن يصوتوا له محددا مستقبل البلاد ومصالح العباد فيه شخصيا وليس في اختيار ما يمكن أن يحمل أمانتهما معا ولكني فضلت أن أفرح بإذن الله معكم بفوز الرئيس أردوغان غدا في مقال مستقل يليق بهذه الفرحة التي لن تكون تركية فقط وإنما عربية إسلامية بإذن الله وممن يخلص المحبة لهذا البلد الإسلامي العظيم وما وصل له في عهد رجب طيب أردوغان. اليوم دعوني أحدثكم عن أقسى ما يمكن أن يُبتلى به أي مجتمع ويقلقل سكينته وهدوءه وهي العنصرية وإثارة القبلية بين أفراد المجتمع الواحد فالملاحظ اليوم في تويتر وهي المنصة التي يجتمع عليها أهل قطر جميعا خروج ثلة ممن يدعون الأصل والفصل في جذورهم العائلية ويرمون شرارة التنابز بالألقاب بين صفوف المغردين ويخرجون منها سالمين فهؤلاء أراهم أشد الناس نفاقا وتلونا وخطرا على المجتمع فما الذي جعلنا نصل لهذه المرحلة وقد كنا في أزمات بلادنا لُحمة واحدة وصفا واحدا ومجتمعا متماسكا واحدا؟! لم اليوم تظهر هذه العنصرية ومن وضع درجات للقبلية أن تتسلل بيننا ونحن كنا نرى المواطن والمواطن لا يختلفان في شيء ؟! فما يجري اليوم في تويتر ومن تغريدات البعض المقيتة يجعلنا بالفعل نفكر من أنتم لتضعوا درجات للقبائل ومن أنتم لتقولوا عن هذا قبيليا وغيره مجهول الجذر والأصل ؟! حقا من أنتم ؟! هل نسيتم كيف كنا يا شعب قطر في الأزمة الخليجية وكيف سطرنا لدول الجوار والعالم معنى توحد الصف وتشابه المواقف وحسدنا العالم لهذا ؟! ماذا يعني أن أضع لها مرتبة الأصل وأنزع من ذاك مرتبة الفصل ؟! فقد كان القادم لنا لا يفرق المواطن عن المقيم من شدة الولاء لهذا الوطن والاصطفاف الذي ظهرنا به في الأزمات التي جمعتنا على قلب رجل واحد فما الذي حدث ليعاير هذا المواطن مواطنا آخر بأصله وعائلته وقبيلته وفصله وما الذي حدث أكثر ليقال للمقيم عد إلى بلادك إن لم تعجبك قوانين بلادنا ؟!. أعجب من الذين يرمون شرارة كل هذا ويظهرون بشكل الأبرياء الذين لم يوقدوا الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد ؟! والحمدلله أن لدينا قانون يعاقب كل من شأنه أن يثير القبلية والعنصرية والطائفية في المجتمع وهناك من يترصد لكل هؤلاء ممن يسعدهم أن يروا الشعب يتنازع فيما بينه لإثبات أصله وكأنه مجبور على هذا أو أن يثير طائفة كراهية ضد المقيمين من الذين يتساوون مع المواطنين في نيلهم للحقوق وأدائهم للواجبات شأنهم في هذا شأن الجميع ممن ينال حقا له ويؤدي واجبا عليه وهذا هو المفترض بغض النظر عن شكل هذه الحقوق وشكل تلك الواجبات المتغيرة بتغير وظائف وأدوار كل شخص منا ولكن العنصرية مرفوضة والقبلية مرفوضة والتنابز مرفوض والمعايرة مرفوض وكل من شأنه أن يثير صفة الجاهلية فينا مرفوض مرفوض بلا شك ويجب الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه أن يعكر صفو هذا المجتمع الذي قد يحيا أبناؤه باختلاف الرتب والأرزاق المقدرة من الله أولا وأخيرا لكن لنتذكر يوما نُدعى فيه بأسمائنا الأولى مفردة لا بأسماء آبائنا وعائلاتنا ونحشر قبلها في قبر لا ينفعنا فيه سوى عملنا الصالح فقط فليس الفتى من قال كان أبي ولكن الفتى من قال هأنذا.