15 سبتمبر 2025

تسجيل

القمـم الغُمم !

28 مايو 2019

عجيب أمر المرتزقة!، فقد ظلوا فترة ومنذ إعلان عقد القمم الخليجية والإسلامية التي دعا لها عاهل المملكة الملك سلمان في مكة منذ تفجر ما يمكن تسميتها بالأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وتصاعد حدة الحوار بينهما مما وضع الرياض في المنتصف ووجدت نفسها ملزمة بلم الشمل حولها واستعطاف الخليجيين والعرب والمسلمين دينيا باعتبارها حاضنة الحرمين الشريفين ينكرون أن يوجه (سلمان) الدعوة لسمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لحضور القمة الخليجية بل إن أذنابهم في مصر تندروا كثيرا من عدم توجيه الدعوة لقطر وأعني هنا كبيرهم عمرو أديب أحد أهم أذناب نظام السيسي ومن أشدهم كرها لقطر رغم أنه يُجبر في كثير من الأحيان من حيث لا يدري على الإشادة بقدرة قطر السياسية والرياضية والاقتصادية وضرب حلف الفجار من حيث لا يعلمون بإنجازات متوالية لا يملك أديب أمامها سوى الاستغراب بصورة كوميدية يهتز لها رأسه الأصلع الفارغ فقد سخر هو الآخر من عدم توجيه دعوة سعودية لقطر لحضور هذه القمم لأن الدعوة بحسب نظرته الضيقة والجاهلة والمضحكة لا توجه إلا للدول الخليجية والعربية والمسلمة فقط حتى حضر النائم والميت الحي (الزياني) إلى قطر يحمل معه دعوة رسمية من عاهل المملكة إلى سمو أميرنا المفدى حفظه الله لحضور قمم مكة استقبله مؤخرا سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لتخرس جميع هذه الأفواه الفارغة والفاغرة وتجعلها في حيص بيص فلا هي أصبحت قادرة على المضي في سخريتها وترهاتها وتفسيراتها الكاذبة من عدم تلقي قطر دعوة بالحضور ولا هي باتت القادرة على استنكار هذه الدعوة التي جاءت من عاهل المملكة شخصيا لتسجل الدوحة كما هي عادتها دائما في الرد بالأفعال لا بالأقوال انتصارا وإن كان ضمنيا ضد كل هؤلاء الذين لا يمكن وصفهم سوى بطنين الذباب الذي لا يضر سحاب قطر شيئا ولكن لمَ جاءت هذه الدعوة وسط حصار السعودية للدوحة وهي اللاعب الأكبر والمؤثر في قضية الأزمة المفتعلة ضد قطر ؟! لمَ كانت هذه الدعوة والعالم جميعا يعلم أن الحصار والذي أكمل عامين من عمره لا يمكن أن يسمح لقيادة واعية وحكيمة والمتمثلة في سمو الأمير المفدى بأن يحضر لبلد محاصر لبلده ولكن نفس العالم على ثقة بأن هذه القيادة كانت وما زالت وستظل تدعو للم الشمل بالحوار الواعي الذي ينأى بالجميع عن التدخل في شؤون الدول الداخلية وأن قطر ستكون في أول الصفوف ضد من يزعزع الوحدة التي تحاول جاهدة أن تبقى خليجيا رغم الحصار الذي كتب شهادة وفاة مبكرة لها وتحاول الدوحة جاهدة إنعاشها بأي طريقة كانت لذا أكاد أؤكد أن هذه القيادة التي نفخر بها لا يمكن أن تتخلف عن إرسال من يمثلها خير تمثيل في هذه القمم والمشاركة فيها دون أن تسجل غيابا واحدا يمكن أن يقال بعدها إن قطر ساهمت في فك اللحمة الخليجية والعربية والإسلامية ويمكن جدا أن يحضر هذا الممثل القطري مكة تحت هذا السبب الراقي الذي يرفع من أسهم قطر عاليا وليس على حساب كرامتها التي نفتديها جميعا بأرواحنا إن طالها شيء ولن يطولها بإذن الله تعالى. شخصيا أعلم أن هذه القمم التي دعت لها الرياض لا يمكن أن تؤثر سوى في رفع أسهم (الحلب الأمريكي) للخزانة السعودية وأن التهويش الذي يمارسه ترامب على إيران ولا يمكن أن يدخله بعدها في حرب حقيقية معها حتى وإن خرج لنا وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة في تصريحات متفرقة عن سماحه بإرسال بوارج حربية ومضادات طائرات إلى مياه الخليج وتقليصه لعدد الجنود الأمريكيين المعلن عنهم بـ 12 ألف جندي إلى 1500 جندي فقط فكل هذا هدفه إخضاع طهران وثنيها عن تجاربها النووية التي تهدد في كل لحظة الوجود الإسرائيلي وهذا ما يشغل واشنطن ويرعب صغيرتها إسرائيل التي مدت جسور صداقة متينة مع الرياض وأبوظبي والمنامة في مقابل وضع إيران محلها في أنها الخطر المحدق بالمنطقة والحقيقة أنها نجحت في ذلك نجاحا ساحقا من خلال العمالة الخليجية الواضحة معها لا سيما وأن العلاقات الخليجية الإسرائيلية طفت إلى السطح وبات الجميع يشتم رائحتها العفنة ولكن هل تجرأ أحد من هؤلاء المرتزقة على إنكارها وإدانتها كما يفعلون مع قطر حتى وإن افتتحت جسرا على أراضيها ؟! بالطبع لا لأن مهمة العبد المرتزق هو أن يهاجم من يخالف توجهه الأعوج وقطر بتصويبها للأمور في تسجيل مواقفها السياسية الثابتة أثرت هؤلاء المرتزقة ليكسبوا عيشهم بالمهاجمة والافتراء عليها ولكن تبقى قطر سحابا ويبقون ذبابا وفي أغلب الأحيان كلابا كرم الله من يقرأ الآن مقالي ويقول حفظ الله قطر. فاصلة أخيرة: لن نكون عقبة أمام أي وحدة خليجية وعربية وإسلامية لكننا لن نقبل أن تتشرذم قيمنا في سبيل أن تتوحد قيم من يريد سوءاً لقطر. [email protected]