14 سبتمبر 2025
تسجيلتملكني المزيد من الفخر والاعتزاز بالنفس وبأبناء وطني الغالى قطر، حينما تصفحت الجريدة الأسبوع الماضى ؛ بداية الصباح، ورأيت أخبارا تسر القلب والعين ، بتكريم الشاب القطرى المخترع محمد جاسم الكوارى وبحضور سعادة وزيرالثقافة والفنون والتراث الدكتور حمد بن عبد العزيز الكوارى والسادة المسؤولين من الوزارة بمقر النادى العلمى، وذلك بمناسبة تسجيله كمخترع طبيب الشجرة القطرى لـ2012، وكانت قبلها بفترة قصيرة لاتتجاوز الأشهرحصول المخترع القطرى خالد بوجسوم على المركز الأول ببرنامج نجوم عن اختراعه (طاهى)، ويلية المخترع جابر حنزاب وحصوله على المركز الرابع عن اختراعه أيضا (وصفة)، فظهور نماذج ناجحة مثل هذه النماذج كل فترة عن الأخرى تبث روح الأمل والتفاؤل من جديد فى نفسى ونفس كل مواطن قطرى وخليجى وعربى بشكل عام، بأنه مازال شبابنا بخير ومازالت هناك عقول مفكرة وعلى أعلى قدر من الوعى والعلم والثقافة والاطلاع والمسؤولية وعلى دراية كبيرة بأهمية البحث العلمى والعلم فى رفعة عقولنا والنهوض والرقى بمستوى النهضة الفكرية والعلمية بوطننا الغالى والذى لا يستطيع أن يسير بسرعة البرق بالتنمية الثقافية والنهضة الفكرية إلا بالكوادر البشرية أمثال محمد وخالد وجابر وأنا على يقين أن هناك الكثير من شباب قطر وغيرهم على قدر كبير من العلم والابتكارات والابداعات فى شتى المجالات ولكن يحتاجون من يدعمهم نفسيا وعلميا ويسلط الضوء عليهم حتى تظهر ابتكاراتهم وابداعاتهم للنور كما ظهر من قبلهم الأن، وأثلجوا صدورنا فى أوقات سيطرت الكثير من الأقاويل اليومية مابين الأسر وأفراد المجتمع ووسائل الاعلام المرئية وغير المرئية على أن شباب هذه الأيام هم شباب الوجبات السريعة وثقافة القنوات الفضائية ووسائل الاعلام الاجتماعى كالفيس بوك وتويتر وغيرهما وأنه غير قادر على تحمل أى أنواع من المسؤولية وليس لديه أى نوع من الطموحات والأهداف المستقبلية للارتقاء بنفسه ولا بالوطن، واهتمامه وانشغاله بثقافة الاستهلاك التى أهلكت عقولهم وفكرهم، وكل يوم عن أخر تسمع المزيد من الاحباطات النفسية والطاقات السلبية والتى باتت تشعرك باليأس ولكن بظهور هذه النماذج الناجحة من شباب فى مقتبل العمر أمثالهم فهى تؤكد لى ولك ولكل عربى أنه مهما طالت الظلمة أكيد بعدها شمس مشرقة مثل هذه النماذج وأن جميع الجهود من كافة الجهات التى تحيط بالشباب وذلك ابتداء من الأسرة ودورها الجذرى والأساسى فى التنشئة الاجتماعية والنفسية والثقافية منذ الصغر بأهمية العلم والاطلاع والثقافة تلعب دورا كبيرا وخاصة إذا كانت التربية على يد واحد من الأب والأم ويليها العائلة من العمات والأعمام والخوال وبالأخص إذا كانت هناك نماذج ناجحة وقدوات يقتدون بها كمفكرين أو باحثين أو أطباء ويليها دور المدرسة والمعلم والذى لايقل أهمية عن دور الأسرة وكلنا نعلم جيدا مدى المؤثرات النفسية والتربوية والسلوكيات التى يكتسبها الطلاب بصورة أكبر من المعلمين ومدى التأثير الايجابى على عقول ونفسيات الطلاب من أساتذتهم سواء كان بالمرحلة الدراسية أو الجامعية من خلال سلوك المعلم النفسى والاجتماعى ومدى تأثيره عليهم يتعلق بمدى تقبل الطلاب لهم فإذا حدث ذلك القبول كلما زاد تأثر الطلاب بالمعلمين من الناحية الفكرية والثقافية وهذه حقيقة لانستطيع انكارها مهما صار من فجوة حالية مابين الطلاب والمعلمين ولكن فى النهاية كلنا ندرك هذه الحقيقة، دور المعلم الفعلى فى تحقيق المزيد من الانجازات والابتكارات فى نفوس الطلاب بعد الأسرة ويليها دور المراكز الشبابية المتعددة وما توفره من امكانيات فعلية من توفير بيئة خصبة بعد الأسرة والمدرسة للتركيز على ابتكاراته وابداعاته وبالفعل نجح النادى العلمى فى كشف العديد من المواهب والابتكارات القطرية والتى أضاءت نورالعلم من جديد فى وقت تسعى إليه الدولة بكل طاقتها المادية وفى ظل رؤية قطر لـ 2030 بدعم البحث العلمى والقائمين عليه بتوفير بيئة علمية خصبة للباحثين والموهوبين، ولاينقصنا سوى اكتشاف هذه المواهب منذ المرحلة الابتدائية وأن تكون هناك جهات مختصة تتولى هؤلاء الموهوبين وبالتنسيق الفعال مابين المدرسة والأسرة والمراكز الشبابية بالدولة المختصة بالإبتكارت العلمية وحتى تكون هناك حلقة وصل متصلة بينهم بالخطوات العلمية المتبعة فى مسار هؤلاء الموهوبين وليس كشف الضوء عنهم فى مراحل متأخرة، ولكن على حد اعتقادى إذا تم اكتشافهم فى بداية صغرهم وبخطة مدروسة من جميع الجهات سيختلف الأمر عن ما هو الآن، واضافة نحتاج المزيد من التدريب والتطوير للأسر والمعلمين فى كيفية اكتشاف المواهب والابتكارات لدى الأسرة والمدرسة لأن هناك العديد من الموهوبين بداخل الأسر والوالدين غير مدركين لهذه المواهب فى كل المجالات التى تتعلق بالابتكارات سواء كان بالنواحى الأدبية أو العلمية أو الفنية ونحن قادرون على توفير هذه البيئة ولاينقصنا سوى التعاون المشترك.