18 سبتمبر 2025

تسجيل

"الشفلح" بقعة ضوء

28 مايو 2012

* من يمكن ان يصدق ان زهرة "ضعيفة" بنفسجية اللون لنبات بري من فصيلة الزواحف لا تكتمل دورة تفتحها إلا بعد ان تميل الشمس نحو الغروب وغير مصنفة ضمن سلسلة الورود العالمية يمكن ان تشكل اهمية انسانية واجتماعية وتقود للعالمية.. انه مركز الشفلح لذوي الاحتياجات الخاصة الذي افسح بالاعتناء بهذه الزهرة مكانا مرموقا لقطر انسانيا واجتماعيا.. * مركز الشفلح افتتح عام 1999 للاخذ بيد شريحة مهمة من المجتمع بتوفير الخدمات التربوية والتأهيلية الشاملة لهم ولخلق وسائل وممرات امنة لدمجهم في الحياة بالارتكاز على احدث ابتكارات التكنولوجيا كآليات للدعم والارشاد الاسري والتوعية المجتمعية لتتقبل وتدرك طبيعة اعاقتهم وكيفية التعامل معها وهو مؤسسة غير ربحية توفر بجانب الدعم والخدمات الارشادية والاستشارية العائلية فرص التدريب للكوادر الوطنية فضلا عن كونه المدافع عن السياسات العامة والتشريعات المؤازرة للبرامج التعليمية والمهنية لمنتسبيه. * المركز مبانيه مزيج من التراث القطري وهندسة العمارة الحديثة المنبسطة والمتصلة ببعضها لتتلاءم واحتياجاتهم والمتعاملين معهم وكوسيلة لتطوير التعليم الاجتماعي الذي يعتبر هدفا انسانيا واقتصاديا فكثير من الخبراء اكدوا ان 70% من العيوب الخلقية للطفولة يمكن معالجتها او تخفيض اثارها لذلك فان "الشفلح" يضم مركزا مطورا للطب الجيني حيث اثبتت الدراسات والابحاث العلمية انه كلما تم اكتشاف حالة التوحد والاعاقات الخلقية والعقلية في وقت مبكر تحققت نتائج علاجية افضل وذلك بالتوعية والبحث المبكر عن الاسباب وتطوير الكوادر الكفئة. * في زيارة خاطفة للشفلح وقفت منبهرة امام اللوحات التي تزين جدار القاعات والمكاتب والممرات، انها رسوم ملونة بألوان زاهية ومعبرة بريشة منتسبي المركز مما يدل على انهم رفعوا الستار عن اي معوقات لابراز مواهبهم الدفينة وباتوا يعبرون بحرية وحماس عن مكنوناتهم واحلامهم الصغيرة.. ان هذا المركز يحقق نجاحات وفق فعاليات ومشاركات مجتمعية مشهودة وليس ذلك بغريب مادام الشخص المناسب في المكان المناسب فمدير عام المركز الفاضلة سميرة القاسمي يعرفها الجميع بتواضعها وهمتها العالية حائزة لدرجة الماجستير في القيادة التربوية العليا وعضو كثير من اللجان كالشبكة العربية للتوحد والرابطة الاقليمية لذوي الاعاقة وهي انسانة طموح منفتحة وادارية محنكة. * من هذا المنبر ندعو مؤسسات الدولة والقطاعات المجتمعية وقطاع المال والاعمال والبنوك الى دعم انشطة المركز حتى يحقق اهدافه وخططه وبرامجه حاضرا ومستقبلا وبما يمكنه من ادماج هذه الشرائح المهمة في بوتقة المجتمع وسوق العمل.. ان "الشفلح" يكفيه فخرا انه استطاع ان يرفع الخجل الاسري عن الاعاقة وابرز مواهب لفئات قدر الله لها ان تحرم من مكونات الانسان السوي عقليا او جسمانيا.. * ونتمنى ان تتاح لنا سانحة اوسع للوقوف على تفاصيل دورة الحياة النابضة بالحيوية بين جدران وقاعات الشفلح كأحد المعالم التربوية التأهيلية ضمن فلسفة قطر لتحقيق فتوحات علمية تحد من انتشار الاعاقة بين المجتمع وتحقق اعلى نسبة دمج لهم في دورات الحياة الطبيعية. همسة: مدوا اياديكم البيضاء لزهرة الشفلح