20 سبتمبر 2025

تسجيل

المجتمع (الميهود)

28 أبريل 2021

الميهود عبارة كنا نسمعها عند كبار السن بالذات في السابق وتعني مريض، بل لعلها أقل وطأة ومعنى من كلمة مريض، بمعنى أنه ليس على ما يرام، خطرت هذه العبارة ببالي كثيراً هذه الأيام وأنا اتابع حالة الترقب الذي يعايشها المجتمع وحالة التشتت الذهني التي تعتريه، لا يعرف من أين يستقي الخبر وإلى أي مصدر يتجه، حالة كورونية بإمتياز. تداخلت الخطوط مع بعضها البعض، حالة توعك واضحة، تطورات حالات وباء الكورونا حول العالم وضبابية التعبير عن الموقف الحازم تجاهه وتعدد مصادر استقاء المعلومة. الذي أعرفه سابقاً أن وزارة الخارجية هي الجهة المعنية بطبيعة علاقة الدولة مع الدول الأخرى، والذي اعرفه في هذه الظروف أن وزارة الصحة واللجنة العليا هي الجهة المعنية في اتخاذ القرارات اللازمة لحماية المجتمع من انتشار وباء كورونا، والذي أعرفه كذلك أن الخطوط القطرية شركة لا تناظر الحديث عن علاقة الدولة مع الدول الأخرى، والذي أعرفه أن مجالها الطيران وليس الصحة وسياسات حماية المجتمع من الأوبئة بل إنها ليست سوى ترس صغير في آلة أكبر هي مؤسسات الدولة ككل، شيء غريب، أن يتابع المجتمع ما تنشره القطرية عن تطورات الوضع الصحي في البلد وتطوراته، أكثر حرصاً من متابعته لإعلان وزارة الصحة مثلاً، شيء غريب أن يتابع المجتمع نشطاء وسائل الاتصال الحكوميين ولا يتابع أجهزة ووزارات الدولة في تلقي الأخبار وآخر التطورات، شيء غريب أن تصدر السفارة الهندية بياناً تحدد فيه من يدخل إلى الدولة من القادمين من الهند،، ولم يتم نفي ذلك إن كان غير صحيح، صدقوني إن مجتمعنا بالفعل "ميهود" ليس مريضاً من فيروس خارجي، لكنه من توعك داخلي وهي حالة "اليهد" التي كان يعنيها آباؤنا في السابق، ليس لهذه الحالة من شفاء سوى بإعادة هيكلة مؤسسات الدولة بحيث يصبح الجميع في أماكنهم المناسبة قانونياً ودستورياً، وزارات ومؤسسات وأفرادا. المواطن والمجتمع بشكل عام يعاني من هذا التضارب إلى درجة أصبح يشعر معها أن هناك من يحاول استفزازه باستمرار، ليست حالة تستر وليست حالة افصاح حقيقية إنها حالة بين البين، تنقص من سيادة الدولة وتستفز الأفراد، من الرشد أن توضع الأمور في نصابها الصحيح، ومن الصحة والتعافي أن يُسند الأمر إلى أهله، حتى لا يفقد المجتمع وسطيته واتزانه، حفظ الله قطر وحفظ قيادتها وشعبها الكريم. [email protected]