08 أكتوبر 2025
تسجيلتعوّدت العين والأذن القطرية منذ سنوات على رؤية وسماع اتهامات جيران الغدر والشر بأن قطر حاضنة الإرهاب والداعمة له ولم يتركوا جريمة ولا فعلاً ولا قولاً منكراً حدث منذ خلق الله الخليقة ومن عليها إلا واتهموا قطر بالوقوف خلفها ، حتى شاهد العالم بعينه كيف تورطت هذه الدول في مستنقعات الدم في العديد من الدول العربية التي اجتاحتها ثورات شعوبها المطالبة بانتزاع حقوقها وخلع طغاتها وجبابرتها الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ، وحتى الدول الإسلامية المتعاطفة مع هذه الشعوب لم تسلم هي الأخرى من تآمر محور الشر السعودية والإمارات عليها واستمالتها للوقوف معها !! ولعلّ " الحسّابة " التي يعملون من خلالها خانتهم ولم تأتِ الرياح بما تشتهي أنفسهم بعد أن خابت مساعيهم في كل أجنداتهم التي عوّلوا فيها على شراء الذمم والمواقف في سبيل تحقيق أهدافهم المنشودة ، فأنفقوا مئات المليارات من أجل تطويع الدول وخلق كيانات فيها ترفع رايات الطاعة والولاء لهم ولسياساتهم التي لا تخدم الشعوب ولكنها تخدم أهواءهم ورغباتهم ! ومن يتتبع أحداث اليمن يرى كيف يتناطح ثيران الغطرسة والظلم في سبيل تحقيق كل واحد منهم مكاسبه ويعي تماماً بأن من ينتهج صفات الغدر والتسلط لا يُؤمن جانبه تجاه حليفه ، وهو ما حدث بالفعل عندما غدرت أبوظبي بحليفتها الرياض عبر عصاباتها وميليشياتها التي تسميها المجلس الانتقالي الجنوبي بإعلانه الحكم الذاتي في الجنوب وتمردها في عدن على الحكومة الشرعية اليمنية التي تدعمها السعودية وتُطيح باتفاقية الرياض التي ظنّت السعودية بأنها ستوقف جماح الإمارات في اليمن وتُرضي غرورها وطمعها ، ولم يدر في خلدها أن أبوظبي تنتهز هذه الفرصة منذ زمن طويل في ظل حالة الارتباك الذي تعيشه الرياض وانشغالها في أزماتها السياسية والاقتصادية التي جاءت نتيجة سياسات ولي عهدها الفادحة !! ومن الواضح أن السعودية أصبحت تخشى أن تفرض رأياً على حليفتها التي عادة ما تنكص عن اتفاقياتها التي تتعلق بميليشياتها في اليمن ولم تعد تعيرها أي اهتمام بعد أن استحوذت عصاباتها في الجنوب على مفاصلها واشترت ذمم مسؤوليها ، فعندما يتزامن بيان انقلاب المجلس الانتقالي في عدن مع وجود رئيسه عيدروس الزبيدي في أبوظبي وهو الذي لم يُخف خلافاته مع الشرعية اليمنية والسعودية فهذا دليل قاطع على أن الأخيرة أصبحت بمثابة العاجزة التي تتأمل خروجها من المأزق اليمني بأقل الخسائر رغم أنها لا تزال الخاسر الأكبر في هذه الحرب التي استخدمت فيها حليفتها أبوظبي منهج " التقيّة " والنفخ في تعظيم دورها المزعوم كقائدة للتحالف وهي تطعنها بخنجر سام في ظهرها وتعمل جاهدةً من أجل إغراقها في حرب ضروس لم تعد قادرة على دفع حتى تكاليف انسحابها من مستنقعها !! فاصلة أخيرة انتصار الشرعية في ليبيا وقضاؤها على المجرم حفتر هو انتصار للشرعية في اليمن ، فالعدو واحد والهدف واحد ، وإن طال الزمان أو قصر فالعدو سيندحر وستتبخر أحلام من ظنت أنها ستصنع من نفسها إمبراطورية وهي تقف على " سيقان دجاجة " !! [email protected]