18 سبتمبر 2025
تسجيلهناك خلل ما !، لعل هذه هي العبارة التي قلتها فور اطلاعي على أرقام الإصابات المتزايدة لفيروس كورونا لدينا وقد تجاوزنا سقف الـ 10,000 حالة إصابة كورونا، والعداد لا يزال يحصي في إشارة مؤكدة أننا بالفعل قد دخلنا مرحلة الذروة التي تحدث عنها الدكتور عبداللطيف الخال منذ أيام، وسنشهد ارتفاعا ملحوظا في الأيام القادمة بلا شك. ولكن الخلل الذي بدأت فيه مقالي لا يمكن أن ينحصر في الاصابات المخالطة لمواطنين ومقيمين أو بين العمالة الوافدة الآسيوية كما يوضح بيان وزارة الصحة المتكرر بنفس الصيغة كل يوم لتبرير وتوضيح مصدر هذا الارتفاع الملحوظ بعدد الإصابات التي تصل اليوم إلى 11,244 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، لأنه إن كان هناك خلل ما فهو نابع من سلوكيات المجتمع ومنا نحن ولا أقول الجميع بل البعض الذين لا يزالون يستهينون بخطر هذا الوباء وسرعة انتشاره ويظنون أنه مجرد انفلونزا عادية يمكن أن تظل أياما وتذهب لسبيل حالها فيكثرون من التجمعات والزيارات والمخالطة التي لا يؤتمن جانبها بعيدا عن أعين الرقابة القانونية ولا يدرسون خطورة ما يفعله هؤلاء في انتشار الإصابات المجتمعية العشوائية التي تكون أشد وبالا على المجتمع بأسره مقارنة بالإصابات المتواجدة في الحجر الصحي، فأين عقول هذه المجموعات المستهترة حين تفعل كل هذا ؟! وهل يظنون أنهم بتخفيهم في مجلس أو بيت أنه يمكنهم أن يضمنوا سلامتهم وخلو أحدهم أو جميعهم بهذا الفيروس الذي يحتاج لأكثر من أسبوعين لتظهر أعراضه المخيفة ؟! خافوا الله إن لم يكن هناك خوف على عوائلكم وأمهاتكم وآبائكم من أن يصيبهم هذا الفيروس وان تكونوا أنتم السبب فيه !، خافوا الله إن لم يكن هناك خوف على مجتمعكم ومن يعيش فيه !، خافوا الله إن لم يكن هناك أي تقدير لجهود الآلاف من الكوادر الطبية والأمنية التي تقف في الصفوف الأمامية لمكافحة هذا الوباء المتفشي في مجتمعنا، ولكن من أين سيأتي هذا الخوف إن كنتم من الأساس تستهترون بهذا الفيروس ومخاطره وتبعاته وعواقبه ومآلاته ؟!، من أين سيأتي هذا الخوف المنشود والمحمود إن كنتم تفتقدون لروح المسؤولية التي تجبر كل إنسان عاقل بالغ يتحلى بها أن يقف عند حدود الانعزال والتباعد الاجتماعي الموصى به من كافة وزارات الصحة في دول العالم ومن منظمة الصحة العالمية ذاتها ؟!، هذا هو الخلل الأكبر الذي يمكن أن يضاعف من هذا الرقم ولن نستطيع في ظل توسعه أن ننحدر من هذه الذروة التي يمكن أن نبقى فيها أكثر من المقدّر لها للأسف !، فهل باتت تعجبكم أجواء العزلة الاجتماعية التي بات فيها المجتمع بسبب تهاونكم المريض ؟!، هل أصبح الجو العام يسعدكم وأنتم ترون الحياة الطبيعية التي كنا نعيشها قد تغيرت 180 درجة وبتنا نعيش حياة باردة بعيدة عن كل وسائل التواصل الاجتماعي بين الأُسر ؟!، من أنتم لتجعلونا نتحمل كل هذا البعد عن أهلنا وأحبائنا النابع من حرصنا على أن ينتهي هذا الكابوس الفيروسي بينما أنتم تتخيلون كذبا أنكم تعيشون حياتكم طبيعية بالتستر على مخالفاتكم المجتمعية القائمة على نشر العدوى أكثر فأكثر ؟!، متى ستتحلون بالمسؤولية التي تجبركم على العيش بقانون التباعد الاجتماعي حتى تنجلي هذه الغمة عن البلاد والعباد وتعود الحياة لطبيعتها شيئا فشيئا ؟!، فأنا لا أعرف كيف تفكرون لكني متيقنة بأن الاستهانة والاستهتار والاستسهال كل هذه تقف وراء عدم إحساسكم بالمسؤولية والمبالاة المطلوبتين ونحن نواجه عدوا خفيا لا يملك سلاحا ظاهرا يقاتلنا به ولكن يبدو أن لا مبالاتكم هي السلاح الظاهر الذي اتخذه له ويقاتلنا به ونحن لا نملك سوى نصحكم وتوعيتكم ألا تكونوا مجرد أداة بيده ضد كل من تحبونه والذي قد يكون أباك أو أمك أو أختك الصغيرة وبعدها يمكن ببساطة أن تكون قاتلا من الدرجة الأولى فكيف سيكون شعورك حينها ؟. [email protected] @ebtesam777