25 أكتوبر 2025

تسجيل

ذكريات الحصار !

28 أبريل 2019

ليس من المعتاد الحديث عن ذكريات الحاضر، وأن يعيش أو يستحضر أحدنا ذكريات الأيام والأحداث وكل ما يخص الحاضر الذي يعيشه. ولكني هنا أستشعر وأستشف وأستشرف معكم ما سيكون للحصار الغادر الذي فرض على بلادنا الغالية بغير حق في ليلة من ليالي الشهر الفضيل، الغدر الذي دُبّر بليل ولاحت لنا خيوطه في الخامس من حزيران/‏ يونيو قبل الماضي، والذي سبب للجميع؛ شيباً وشباباً، رجالاً ونساء، أطفالاً وشيوخاً، مواطنين ومقيمين ، صدمة مازلنا نشعر بهولها وإن كان لله ثم لصمود الجميع الفضل في امتصاصها وتذليل لحظاتها الصعبة على الجميع. أعود للذكريات التي ستتكون وتعيش في ذاكرة الوطن منحوتة في ذهن وعقول وقلوب الأجيال، كل من عبّر عن حبه للوطن ولقيادته وحرص على إظهار هذا الحب والولاء.. كلٌ بطريقته. جدد المواطنون ولاءهم لقائد الوطن بشتى الطرق وتعاهدوا على الصمود لحماية الوطن وشرعيته، رفضوا محاولات الدول المحاصرة التدخل في شؤوننا الداخلية ورفضوا المساس بسيادة البلاد، أنصتوا لصوت الحق ورفضوا الباطل، وقفوا خلف قيادتهم واصطفوا معها في لوحة صمود بطولية أشاد بها العالم. تحركت الدولة بكل أجهزتها لتوفير الحياة الكريمة للمواطن والمقيم وأخذ كل التدابير لحماية الوطن من كل سوء، نشط الوزراء ولمع بعضهم، اجتهد جميع السفراء من مقار عملهم في شتى بقاع الأرض للدفاع عن الوطن. تلونت أشكال التحدي لهذا الحصار من جداريات إنهال المواطنون والمقيمون للمشاركة فيها، جادت قريحة الشعراء بأجمل كلمات الولاء.. لحنت وغنيت بسرعة تسابق الزمن، اجتهد الإعلام القطري وأبلى بلاء حسنا. رفض الشعب الفبركات والاختراقات وسموم إعلام دول الحصار، التف حول الإعلام المحلي الوطني والذي أبرز أصوات تصدح بالحق.. بحلو البيان المعتمد على أدب الحوار وحسن الأخلاق مقتديةً بالقيادة كلٌ على طريقته. تزينت السيارات والمنازل بأعلام الوطن وصورة تميم المجد رمز الوطن، نشط رواد التواصل الاجتماعي، أبدعت الأقلام واستنهض الإعلام كل طاقاته، لمع الفن بكل أشكاله محاولاً القيام بالدور المنشود، كل الأحاديث والمناقشات في البيوت والمجالس حول الحصار. هناك من ألغى سفره ورابط في صيف الوطن الحار في السنة الأولى من الحصار كنوع من الدعم، صور تلاحم كثيرة حرصت على تبيان اللحمة الداخلية التي يحتاجها الوطن دائماً ويحتاجها أكثر عندما يتعرض لأزمة، الكل عبر بطريقته. فغداً تنتهي الأزمة لا محالة وغداً ينتهي الحصار الجائر، حينها يتذكر كل منا ما قام به وما عايشه من أحداث، فمن لم يقم بشيء مما ذكرت سيكون خارج برواز تاريخ وذكريات الوطن، ولا أعتقد أن بيننا من لا ذكرى له. ◄ آخر الكلام... يا وطن يا من في أرواحنا سكن لو نفديك بكل عمرنا وكل ما تملك إيدينا ما نلحق جزاك يا وطن.. أيام قليلة ويهل علينا الشهر الفضيل أعاننا الله وأياكم على صيامه وقيامه وسيتوقف صباح الأحد خلال شهر رمضان وإجازة الصيف، وإن كان في العمر باقي التقي بكم بإذن الله في سبتمبر القادم.. شكراً لكل من تابعني ولكل من تواصل معي وشكراً لجريدة الشرق الغراء التي أوجدت هذا التواصل الجميل معكم. Alkuwarim @hotmail.com