16 سبتمبر 2025
تسجيلكثيراً ما يضرب المثل بمعاناة اليتيم عند شعراء النبط وأنا أحدهم في أبيات قديمة لي من بداياتي للكتابة عام 1964م، بعد ثلاث سنوات تقريباً من محاولاتي لنظم الشعر وكتابته.. وقد سبقني مئات الشعراء في الكتابة عن اليتم، واذكر انه بعدما غنى أبياتي شاعر الربابة الأستاذ علي بن سلطان الهاجري عام 1979م، في برنامج ركن البادية وتناقلها الناس لمعاناة اليتيم ذكر أحد المستمعين لي أن للشاعر عبدالهادي بن فارس الحبابي رحمه الله قصيدة على وزن وقافية أخرى ورد بها ذكر اليتيم وحليب "المغرزات" فبحثت عن أبيات بن فارس وحمدت الله أنها ليست على وزن أبياتي ولا قافيتها.. ولا شك أن للبيئة والبادية بالتخصيص دوراً في توارد الجمل والمعاني والمفردات.. والمعاناة أيضاً.. ويسعدني نشر ما أستطيع أن أتذكره من أبياتي عبدالهادي التي لا أعلم من البادئ منا في كتابة الأبيات وللعلم فإن الشاعر عبدالهادي من كبار الشعراء رحمه الله وهذه أبياته.. ونتي ونّه غريرٍ له صقيقساهرٍ قد له ليالٍ ما يباتماتت أمّه في العرب ما له صديقعمته تبغي نفاده بالزتاتكل ما شاف أمرةٍ شرف يويقفر قلبه ويتهايق بعبراتيوجرونه من حليبٍ في بريقطالبنيه من حليب مغرزاتأو وجود اللي غدت ذوده وسيققص ثرها من عصيرٍ مدبراتهاجينٍ يحسبون ان به لحيقيحسبون ان عندها ضرب الحقاتمن صلاة الصبح لي قدهي شريقدبرن من سوقهن مذرعاتعبدالهادي بن فارس الحبابي وهذه أبياتيلا بغيت ادله من العذب مرإبي الطريقجعل ربي لا يشبب لمن هي سبّتهون عذلت القلب من جيّهم عيّا يطيقعزتي للعين من حر دمعٍ هلّتهمن سبايب جادلٍ شلت القلب الوثيقعلقت به كلبٍ من حشاي وشلّتهيا جماعه ويش طب الذي كبده حريقساهرٍ قد له ليالي يطوّح ونّتهكنّها ونّة يتيمٍ يغذّى في بريقمن حليب مغرزاتٍ (1) لفت به عمتهون فقدها تم يبكي ولا حوله صديقوان لفت تلغي بغيضٍ عليه أو صكّتهعزتي له يوم ماله صديقٍ في الفريقلا سمع صوته يبكِّي نصاه أو سكّتهوقد قدمها المنشد علي آل شقيّر قبل عام تقريباً بعنوان "منكوس" له مني جزيل الشكر.(1) المغرّزاتْ: هي الأغنام التي يترك حليبها في أضرعها عمداً لأي سبب إلى أن يصبح سريباً غير صالح لو أعيد حليبها لحاجة أو للتخلص منه لراحتها