13 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ قرابة العامين ونحن نشهد توترا إعلاميا غير مسبوق في منطقتنا الخليجية، يقوده إعلاميون خليجيون بعضهم لم نسمع بهم إلا حينما طلت علينا هذه الفتنة وكشرت عن أنيابها لتنهش الجسد الخليجي وتزرع بينهم الخلافات تلو الخلافات حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من ترد في العلاقات بين دولنا أدت بدورها إلى سحب سفراء وتشنج في العلاقات!!وقادت الخلافات بين الإعلاميين القطريين وأشقائهم الإماراتيين المشهد الإعلامي خاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي حتى أصبحت أشبه بساحة حربٍ مستعرة لا تكاد تخمد نيرانها حتى تزداد بعدها مع ما يستجد من تطورات بشأنها، وكل هذا يحدث والجهات الرقابية في الدولتين تقف موقف المتفرج وكأنها تتابع مباراة لمصارعة الثيران المثيرة لتشبع فضولها في مشاهدة المقطع الأخير من المشهد!!هذه الفتنة الإعلامية بين الأشقاء اتسعت رقعتها لتصل إلى دول أخرى شقيقة أسهمت أيضا بدورها في ازدياد توترها حتى وصل بها الأمر إلى منحى خطير في مسيرة علاقات الأشقاء أوصلتهم إلى القطيعة وسحب السفارات وتوجيه الاتهامات لقطر بأنها دولة تتدخل في شؤون الغير وتغرد خارج السرب الخليجي!! وكل هذه التشنجات لم تأت من فراغ وإنما جاءت نتيجة التباعد الخليجي واختلاف الآراء وسوء الظن غير المبرر، ولم يكن ليصل لهذه المرحلة لولا الدور السلبي لإعلامنا وبعض مروجي الفتنة في الصحافة الخليجية ومواقع التواصل الاجتماعي الذين روجوا لهذه الأساليب الإعلامية القذرة في شحن الشعوب من خلال افتراءاتهم وكذبهم لتبرير كراهية وحقد الشعوب الخليجية على بعضها البعض!! وهم بهذا يقدمون ثمن زرع الخلافات بين دولهم على طبق من ذهب لأعدائهم، ويختصرون مؤامراتهم التي يحيكون لها منذ زمن طويل!!ولكن الأمر كله بيد الله سبحانه وتعالى ثم بأيدي حكماء هذه الأوطان، فمهما بلغ مكر الذين مكروا فإنه في النهاية "لا يحيق المكر السيء إلا بأهله"، فقد تمت المصالحة وزال الغم عن قلوب أبناء الخليج من الكويت إلى عمان وعادت المياه إلى مجاريها وتم طي صفحة هذه الخلافات إلى الأبد لتنعم منطقتنا بأمنها وأمانها وتنطلق لآفاق مستقبل مشرق ينتظرها.إلا أن الغريب في الأمر أنه قبل أن تأتي هذه المصالحة وبعدها والوضع لا يزال متوترا بين الإعلاميين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الدول وأعني " السعودية والبحرين والإمارات " من جهة و" قطر " من جهة أخرى، وأكثر توترا وتعقيدا بين الإمارات وقطر، رغم أنه كان من المفروض أن تختفي هذه الظواهر السلبية التي أشبه بــ " فقاعة صابون " كونها مرتبطة بفترة زمنية محدودة وتتلاشى بعدها إلا أنها وللأسف الشديد لا زالت مستمرة، ولا زال مؤججوها ومروجوها من الطرفين يتصدرون كامل تفاصيلها خاصة على موقعي " تويتر " و " الفيسبوك "!! لا زالوا هم أنفسهم يأخذون دور البطولة في تأجيج الفتنة وصب الزيت على النار، وكلما أطفأها الله برحمته ومنّه يقومون بإشعالها مرة ثانية وكأن ما بين الدولتين ثارات قديمة وأحقاد دفينة وتصفية حسابات لا يُراد منها إلا زرع الحقد والكراهية لتسود محلّ الأخوة والجوار والمصير المشترك!وهنا أتساءل كمواطن خليجي بسيط طالما تغنى بخليجنا العربي الواحد وحمل من أجداده وآبائه هذا الحب وزرعه في قلوب أبنائه ليبقى الحب والولاء هو شعارنا كخلجيين: أليس من المفروض على هاتين الدولتين أو كل دولنا الخليجية أن توقف هذه المهزلة بأن تضع حدا لها بإصدار قرارات رادعة على كل إعلامي أو مغرد أو مستخدم لاحد مواقع التواصل الاجتماعي بعدم المساس بأي دولة خليجية أو برموزها؟؟!!أليس من الأجدى على هاتين الدولتين الشقيقتين أو أي من جاراتها الشقيقات ألا تجعل إعلامها ومواقع التواصل الاجتماعي ساحة حرب لا هوادة فيها وهي تعلم بأنها لن تجني من هذا التعارك الإعلامي إلا الحقد والكراهية بين شعوب المنطقة التي تربطها صلات قربى ونسب ومصير واحد؟؟!!ألم يدر في خلد هاتين الدولتين الشقيقتين أو شقيقاتها بأنه لن يستفيد من هذه المعركة إلا أعداؤهم الذين يتربصون بهم ليل نهار، ولا زالوا يحتلون أراضيهم ويتدخلون في شؤونهم ويعيشون بينهم خلايا نائمة تعمل لصالح أعدائهم وتتحين الفرصة للانقضاض عليهم؟؟!!إذن فلنستيقظ من غفلتنا هذه ولنعي بما يدور حولنا من مؤامرات وخطط شيطانية للهيمنة على منطقتنا، ولنعلم جيدا بأننا مسائلون أمام الله سبحانه وتعالى ثم أمام هذه الشعوب الشقيقة بوأد هذه الفتنة وإطفائها في أسرع وقت قبل أن تعصف بنا ونصبح أثرا بعد عين!!فاصلة أخيرةتمعنوا في التاريخ جيدا وستعلمون بأن دعاة الفتنة وممتطي صهواتها طوتهم صفحات التاريخ ورمتهم في مزبلتها، ومهما اختلفت الوسائل والطرق فإن دعاة الفتنة لا تتغير أساليبهم، فبمجرد زوال هذه الغمة عن خليجنا الواحد سيختفون كليا وسينبذهم الجميع ولن ينالوا مبتغاهم وستنتهي نجوميتهم الزائفة بفضل حكمة العقلاء والواعين من أبناء الخليج!!