11 سبتمبر 2025
تسجيلبين جدران هذا المستشفى العريق مستشفى حمد العام رأيت حالات ومآسي ينفطر لها القلب وتتألم لها النفس. واهمال الأسر لأهاليهم أصبح مخيفا ومروعا فلا رحمة ولا وازع دينيا. ففي هذه الغرفة يسكنها فتى يافع غير واع لمحيطه والأجهزة الطبية من تنفس ومغذ وغيره ملتفة حواليه من رأسه حتى اخمص قدميه. وحيداً إلا من خادمته وقد مضى على سريره مدة طويلة على هذا الحال لا احد يزوره وصادف ان أُحضرت اليه بالونات من قبل عامل آسيوي وقامت الممرضات بدون وجود اي أحد من أهله يغنون يوم ميلاد سعيد؟ فيالها من حياة سعيدة؟! وفي الغرفة المجاورة رجل كبير السن ملقى على السرير لا حول له ولا قوة حواسه غائبة تماما عن الدنيا لا احد يزوره من جماعته واهله بتاتا؟! وفي تلك الغرفة تسكنها امرأة كبيرة بوعيها دائمة التصويت لتفقدها من قبل الكادر التمريضي، اهلها بالكاد يزورونها ولدقائق معدودة ان تذكروها. وغيرها من الحالات الصعبة - التي رأيتها خلال وجودنا برفقة مريض -التي تدمى لها القلوب بسبب مرضها ووحدتها ونكران أهاليها لها. حقيقة اهمال الاهالي والابناء لذويهم اصبح مقيتاً والرحمة انعدمت من قلوبهم للأسف. وكأنهم تخلصوا من آبائهم واهلهم برميهم في المستشفى ولا احد يحاسبهم وعلى الممرضات جزاهم الله خيراً يقع العبء الاكبر والله يعينهن. وسؤالي اين دور الاخصائيين الاجتماعيين في المستشفى فلم نرى يوما احدا يمر على الحالات للنظر في مثل هذه الامور الانسانية والتواصل مع الاهالي وحثهم على الاعتناء بذويهم واهاليهم المرضى فالمفروض ان يكون لهم دور اساسي في هذا الشأن. والله انها حالات تبكي عليها جدران الغرف قبل القلوب والعيون! قال -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). والله يُراقب ويحاسب.