13 سبتمبر 2025
تسجيلالتحكم في انفعال الغضب والسيطرة على النفس من الأمور بالغة الأهمية لكي ينجح الإنسان في حياته ويستطيع أن يتوافق مع نماذج البشر على اختلاف طباعها وأخلاقها، وأيضاً لكي يتجنب ما يسببه الغضب من اضطرابات نفسية وعضوية متعددة، ويتفادى كثرة التصادم والاحتكاك والذي يحصد ـ بسببه خصومات وعداوات كثيرة. يتصدر الغضب وسرعة الانفعال قائمة العوامل المسببة للاضطرابات النفسية والتشوش الذهني وإهدار طاقات الناس النفسية والبدنية، وهو أيضاً من أهم أسباب اختلال التوافق واللياقة النفسية والاجتماعية، وهناك حقيقة لا تقبل الجدل تقول:" لا ينال العلا من كان طبعه الغضب"، فالغضب لا يفرز إلا الضغينة والحقد، وهو نار تحرق العقل وتسحق البدن وتصيبه بأمراض لا حصر لها. ويتفق معظم علماء النفس على أن الغضب ضرورة لحماية النفس من عدوان العالم الخارجي، ولكن عندما يصبح الفرد سهل الاستثارة يغضب لأتفه الأسباب وتزداد حدة انفعالاته لفترات طويلة فانه سوف يعانى من أعراض التوتر المستمر والقلق المزمن وضعف التركيز والإعياء الذهني والبدني وفقد الرغبة في الاستمتاع بالحياة، مع بعض الأعراض الاكتئابية. والغضب مثل البخار المضغوط في إناء محكم إذا لم يجد منفذاً لخروجه فانه يصيب الفرد بمرض أو أكثر من تلك المجموعة المسماة بالأمراض النفس- جسمية مثل قرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية والقولون العصبي والصداع العصبي المزمن، ويعبر البعض عن ذلك بأن الغضب إذا لم يخرج فسوف يستقر في أحشائك. وإذا أردت أن تتخلص من الغضب وتسيطر على انفعالاتك فهناك طرق عديدة منها: 1- التزم الاستغفار والتعوذ من الشيطان الرجيم فإنها تهدئ النفس وتساعدك على العودة إلى حالتك الطبيعية، والتغيير من وضعيتك وتذهب لتتوضأ فإنه لا يطفئ النار إلا الماء. 2- حاول أن تنفس عن الطاقة المولدة في الجسم، وذلك بتوظيفها وإشغالها بعمل مفيد ومحبب للنفس. 3- مارس التمارين الرياضية لأن النشاط البدني يقلل من الضغط العصبي. 4- تعلم فن التسامح ولا تحمل الضغينة والحقد على الآخرين، وحاول أن تطرد المشاعر السلبية من تفكيرك. 5- حاول أن تستخدم فن الفكاهة لكي تطرد الغضب والعصبية من نفسك. وإذا أردت التدريب على هذا المنهج عليك في نهاية كل يوم أن تجلس في خلوة علاجية مسترخياً على مقعد مريح وأن تأمر ذهنك بطرد كل الأفكار السلبية والهموم وأن تتأمل منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الآخرين والمواقف العملية المثيرة للغضب التي تعرضت لها ومدى نجاحك في تطبيق وتقليد هذا المنهج في معالجتها. - همسة عندما يكون الأطفال في حاجة إلى التعبير عن أمور تخصهم فيجب على الآباء والأمهات الاستماع إلى أولادهم ومحاولة إدراك وجهات نظرهم.