13 سبتمبر 2025
تسجيللم أمتلك وأنا أتابع تصريحات السيد جافين نيوسوم حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية سوى الشعور بأن الإنسانية لا تشترط دينا ولا هوية ولا جنسية بل القليل منها بات كافيا اليوم في ظل هذه الأهوال المؤلمة التي يتعرض لها المسلمون في شتى بقاع الأرض، لا سيما في غزة وهي التي يدور حولها كل قول يمكن أن يصف جزءا مما يسير هناك من عدوان مستمر منذ أكثر من 170 يوما حيث لم يستطع حاكم كاليفورنيا أن يتمالك دموعه وهو يصف الحملات التي تتصاعد وترفع من نسبة الكراهية للعرب والمسلمين بأنها ممنهجة وتسير وفق خطط مدروسة من جهات تعلم بأن ما يجري في قطاع غزة يمكن فعلا أن يكون مؤججا لكراهية مرضى القلوب والنفوس لهم كما جرى مع عائلات وأشخاص مسلمين أمريكيين تعود أصولهم لفلسطين أو لأي دولة عربية لا تتفق مع نسق هؤلاء الذين غدروا بهم بعد تفجر الوضع في غزة وكم تعاطفت كثيرا مع كلام نيوسوم وهو يعبر بصراحة إن ما يجري في غزة اليوم هو إبادة متعمدة وتجويع مستمر وممنهج لشعب القطاع المحاصر وإن كل ما يجري هناك قد جعل من إسرائيل (دولة) منبوذة في العالم خصوصا في الدول التي لطالما تغنت بمناصرتها للإنسانية في تصريحات شكلت صدمة للإسرائيليين الذين يعيشون في الولاية وعبروا عن احتجاجهم لقيام الحاكم جافين بالإدلاء بها في وقت لا يزالون يعتبرون أنفسهم ضحايا لإرهاب حماس وما جرى في السابع من أكتوبر الماضي من العام المنصرم ويغضون الطرف عما تبع كل هذا من إرهاب إسرائيلي صريح على كافة الأصعدة وصل إلى حد الإبادة الجماعية الممنهجة لشعب غزة ومحاولة تهجيرهم كليا من القطاع المحاصر بمناوئة من تعده إسرائيل صديقا مخلصا لها سواء من العرب أو من الأوروبيين والأمريكيين على حد سواء. وبعيدا عن كاليفورنيا التي تبعد عنا مسافات مهولة في أقصى الكرة الأرضية فإن انتفاضة الشوارع العربية مؤخرا والتي كتبت عن رقادها منذ يومين مثلت لي عودة للحياة بعد الموت وخصوصا عقب انشغال الشعوب العربية بقوت يومها وما تتقلبه من ظروف حياة صعبة مثل مصر البلد الذي يلتصق بالقطاع من جهة الجنوب ويمثل للفلسطينيين أو كان يمثل بوجه أدق النافذة التي يمكن أن يطل منها أهل غزة منها على الحياة وتسربت بعض الأخبار إنه يمكن لهم أن يفروا من جحيم إسرائيل المستعر على أرض غزة نحو سيناء المصرية التي يمكن أن يقتطعوا منها جزءا ويتعايشوا بعيدا عما تركوه في غزة والتي يمكن أن تكون بعد هجرتهم منها تحت السيطرة الإسرائيلية وأن تحيلها لمستوطنات فلسطينية محتلة وتصبح ضمن دولتها الكرتونية التي لن تكون ما دام الفلسطينيون يذهبون شهداء لأجل وطن بلا شك سوف يكون في يوم معلوم بإذن الله وكم كانت نهضة الشارع المصري وهو يوجه رسالته لشعب الأردن الدؤوب بقوله (قولوا لأهلنا في عمّان مصر هنا موجودة كمان) في إشارة على أن العدوان الإسرائيلي المستمر لم يستطع أن يجعل منا شعوبا تمل أو تكل كما جرت العادة لأن هذه المرة ليست تشبه من سبقها من ممارسات إسرائيلية وحشية بحق الفلسطينيين وإنما تفوقها وحشية وإرهابا وإجراما والمجازر التي يرتكبها الإسرائيليون تتوالى تباعا بحق أطفال هم أكثر ضحايا هذه المجازر التي تشهدها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ممن كانوا يبررون لإسرائيل اعتمادها على قوة الرد العسكري واليوم تخضع حكوماتها للضغط الشعبي والمؤسسي لديها إن ما يفعله الإسرائيليون هو جرائم لا إنسانية ووحشية مطلقة بحق أبرياء ليس لهم ناقة ولا جمل في أحداث السابع من أكتوبر الماضي بأي شكل من الأشكال ولا من قريب أو من بعيد لذا لا تتوقفوا عن ذكر غزة فإنها في أمانتنا حين يصطفي الله من نحب وكم سيكون المآل رائعا حين تجد غزة أنها في عهدة الله بينما يجد آخرون أنهم باتوا في ذمته وبعد أن أوفوا دورهم كاملا بحق نصرة غزة وأهلها.