14 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ أن بدأ الشهر الكريم وأنا مواظبة على حضور صلاة التراويح مع شقيقاتي ووالدتي في المسجد وربما يكون هذا هو رمضان الأول الذي أحرص على الصلاة في المسجد باعتبار أن أفضل الصلاة للمرأة في بيتها ولكن لرغبة والدتي – شفاها الله – وحفظها في أن تؤدي الصلاة في المسجد نزلت عند رغبتها حرصا مني على إرضائها لاسيما وأن شقيقاتي بتن يجتمعن في بيت الوالد، حفظه الله. لكني ومنذ اليوم الأول أرى عجب العجاب في مصلى النساء المخصص والمقتطع من المسجد الكبير فبعض الفتيات يحضرن ورائحة العطور والبخور تسبقهن للأسف وهو أمر لا يمكن أن أتصوره إلا للرجال فقط اتباعا للآية الكريمة التي تقول (خذوا زينتكم عند كل مسجد) ولكن أن تحضر من هؤلاء الفتيات بعطرها وزينتها و(مكياجها) وألوان العباءة المزخرفة والملونة فهذا أمر لا يمكن لي ولغيري أن يتقبله أو يتصوره حقيقة، فالمكان ليس للظهور بهذا المنظر الذي لا يليق وهو مكان صلاة وعبادة وذكر وليس مكانا للاستعراض وإبراز المفاتن والروائح والعباءات المطرزة والتي لا تليق أبدا بالمصليات والمساجد، فمن أين خرج لنا ماكياج الصلاة وماكياج العزاء ولكل منهما عباءة مخصصة ملونة ومزخرفة؟! فهل يعقل أن تخرج امرأة من منزلها وقصدها أن تتوجه للمسجد لأداء صلاة التراويح وكأنها متوجهة لحفل زفاف أو لرؤية شرعية مثلا؟! فحتى حفلات الزفاف لا يجب أن يكون الطريق لها محفوفا بالرجال فيشتموا عطرا أو يروا زينة فكيف بهؤلاء اللائي لم يحترمن قدسية المكان وخصوصيته في ضرورة أن تأتي المرأة محتشمة ولا تظهر من زينتها شيئا؟! فوالله إنني كنت أتغاضى أن أرى ما يمنعني من الذكر والصلاة وقراءة القرآن ولكن كنت مجبرة مثل غيري في المصلى على استنشاق رائحة العطور والبخور ورؤية الصفوف العامرة بمثل هؤلاء ممن لبسن العباءات الملونة والتي لا تتناسب مع قيمة وقدسية الصلاة في المسجد ناهيكم عن الصفوف العوجاء التي لا تمثل الصفوف المستقيمة في صلوات الجماعة وكأن كل امرأة تصلي بمفردها دون حرص على استقامة الصف دون سد الفُرج كما هو مطلوب في صلاة الرجال، ولذا فإنني وجدت نفسي أشرد مع هذه المشاهد والروائح غير اللائقة حقيقة وأقرر من اليوم أن ألتزم البيت لأداء صلاة خالية مما يشغلني عن الواجب في هذه الصلاة ولكني أدعو اليوم من منبري هذا ومقالي جميع النساء إلى أن يتقين الله في أنفسهن وأن يحترمن حرمة وفضل هذا الشهر الكريم وأن يتعففن عن إظهار زينتهن بهذا المنظر المؤسف في الواقع خصوصا وأن المصلى ملاصق ومقتطع من المسجد لذا فباب الرجال يجاور باب النساء فما هو الحال عقب انتهاء الصلاة؟!. اعلموا أنني لم أكن يوما واعظة ولكني أنبه نفسي أولا وجميع أخواتي المسلمات في التساهل بالصغيرة التي تؤدي للكبيرة وربما وجدنها من الصغائر لكنها لربما عند الله من الكبائر التي تستوجب الحساب والعقاب معا فهل يستحق الأمر كل هذا العناء يا أخوات؟! فإني ناصحة لنفسي أولا ثم ناصحة لكن وقد أصيب وأخطئ بأن هذا الأمر من المنكرات التي تستوجب الإنكار وأنا لا أقول الكل ولكن لا يجوز أن يظهر هذا الأمر في مساجدنا وفي هذا الشهر الكريم من البعض فيعمم الناظر والأحق بأن يخص منهن فما زلنا بخير وهؤلاء إنما يمثلن قلة لربما كانت جاهلة أو غافلة ولكن وجب التنويه بما فيه الصالح العام بإذن الله فتقبل الله منا ومنكم الصلاة والصيام والقيام وصالح الأعمال.