04 أكتوبر 2025

تسجيل

يوم الأم فرصة لتليين القلوب أحياناً

28 مارس 2021

من الدريشة نعيمة عبدالوهاب المطاوعة يوم الأم فرصة لتليين القلوب أحياناً الأسبوع الماضي احتفل العالم العربي كله بما يسمى بيوم الأم، وهذا الاحتفال ليس بغريب علينا فقد كنا في الستينيات نحتفل به في المدارس ونحضر لأمهاتنا نحن الأطفال هدايا بسيطة وجميلة نقدمها لهن في المدرسة. وهذا الاحتفال وإن كان ليس من عاداتنا ولا في أعرافنا ولا من ديننا ولكن عادة حبذها البعض واستمر عليها وقد تكون بدعة كما يصفها البعض من الناس وخاصة أن الاهتمام بالأم أو الوالدين لا يحتاج إلى يوم ولا أيام بل هو واجب على الأبناء في كل حين، وذلك بأمر من الله عز وجل ورسوله الكريم، والحمد لله إننا ما زلنا نرعى الوالدين ونهتم بهما حتى الممات والغالبية ترفض إيداع والديها أي مستشفى بل توفر لمن يحتاج الراحة والعلاج في البيت مع ممرضة خاصة بمتابعة من وزارة الصحة العامة التي تولى أمر المسنين الاهتمام الكبير، وقد يتناوب الأبناء على رعاية الأم أو الأب مع الممرضة طوال اليوم، مع الزيارات المعتادة للأهل لهؤلاء من كبار السن. وقد يحتفل البعض بهذا اليوم وينتظره ويسارع إلى السوق والمجمعات التجارية ليختار لأمه هدية ويذهب لها رغم أنه لم يزرها من شهور طوال، سألت عنه طويلا ولكنه أعتبر زيارته هذه برا منه !! كما قد يكون هذا اليوم تذكيرا لمن قست قلوبهم وران عليها العقوق وقلة الرحمة لوالديهم وتركوهم في مستشفى العجزة أو دار المسنين لا يزورهم أحد ولا يؤنس وحدتهم أحد منهم بل اعتبروهم عبئا ثقيلا عليهم وتثاقلوا عن زيارتهم ادراك منهم بأن هناك من يرعاهم، ونسوا أن هؤلاء من ربوهم ورعوهم وهم صغار وبذلوا الغالي والنفيس من أجلهم. فقد يلين قلب أحدهم ويذهب لزيارة أمه أو أبيه. إن يوم الأم أو يوم الأب ليس محددا بتاريخ ولا بيوم بل هي كل أعمارنا نهبها لهم ونبذل كل ما نستطيعه من أجلهم ولا نفضل اي شيء عليهم ولا عن زيارتهم، فجلسة واحدة مع أحدهم تسعده وتنسيه كل ما قاساه في حياته ويدرك أن ما قدمه لأبنائه لم يذهب هباء منثورا. ولن تفارقه الضحكة ولا الابتسامة وسوف تملأ السعادة قلبه يخبر كل من حوله عنها، فهم لا يحتاجون هدية ولا وردا ولا ذهبا، ولكن هم في حاجة للحب ووجودنا في حياتهم ورؤية أحفادهم والتمتع بصحبتهم واللعب معهم، وهذا كله جزء من البر والإحسان إلى الوالدين ولا يكتمل البر كله إلا معهم. [email protected]