26 أكتوبر 2025

تسجيل

العمـل مع الـدولـة فرض وواجـب

28 مارس 2021

أخبرونا ماذا بعد ؟! فبعد أن بدأنا نتنفس الصعداء قليلا ونطمئن لانحسار موجات فيروس كورونا عن مجتمعنا وبلادنا غافلتنا موجة تبدو أكثر شراسة من سابقاتها وتعيدنا إلى بداية المربع الأول الذي عشنا مراحله الأربع طوال العام الفائت وحتى بداية هذا العام باعتبارها تتضمن بعض السلالات الجديدة الخطيرة لهذا الفيروس الذي يعد أكبر ظاهرة وبائية مرت على العالم بأسره منذ تفشيه في أواخر عام 2019 ومضاعفة خطورة انتشاره وأعراضه حتى يومنا هذا وقتله لأكثر من مليونين ونصف المليون من الأشخاص الذين أُصيبوا به، لكنهم للأسف لم يستطيعوا أن يتجاوزوه بالتعافي منه، ونحن في قطر وباعتبارنا جزءا من هذا العالم الفسيح بتنا جزءا من هذه الدائرة المخيفة التي تضم كل الدول التي يُعلن فيها بعض الانتكاسات فيما يخص هذا الوباء الذي ما كان ليعود لنا بهذه الصورة لولا تراخي الأغلبية في الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية وممارسة الحياة الطبيعية ظنا منهم بأن التساهل يمكن فعلا أن يعطي شعورا بالأمان ولكنه بالطبع كان شعورا مزيفا وأمانا كاذبا، لأن الفيروس لم ينحسر انحسارا كليا من بلادنا كما لم تكن مؤشراته في الخارج مطمئنة لهذه الدرجة التي تراخى كثيرون بسببها والنهاية كان تجاوزنا سقف الـ 600 إصابة يوميا ووفاة واحدة إلى ثلاث يوميا بينما كان خبر إصابة من هم دون الـ 50 عاما ودخولهم غرف العناية المركزة يمثل صدمة لدى العامة بحسب ما أعلنه المؤتمر الصحفي الأخير لوزارة الصحة العامة والذي أوضح أن فئة الشباب باتت الأكثر إصابة ودخولا لغرف الإنعاش في الوقت الذي يصاب فيهم من السلالات الجديدة ( البريطانية والجنوب إفريقية ) ما يتطلب مكوثهم في المستشفى لمدة أطول ممن تعافوا سابقا وخرجوا بعد مرور خمسة أو ستة أيام على الأغلب من المستشفيات. اليوم نحن بحاجة لعقول مستنيرة موقنة بخطورة ما نحن فيه وعدم التهاون أبدا في الحفاظ على الإجراءات الوقائية وتنبيه أنفسنا ومن حولنا بأهمية التقيد بكل هذه الإجراءات التي جاءت على شكل قوانين صارمة من مجلس الوزراء الموقر الذي سن هذه القرارات بناء على توصيات وزارة الصحة التي تخشى ونخشى معها من انهيار المنظومة الصحية لا سمح الله كما حدث مع كثير من الدول التي أعلنت عدم استجابتها للحالات الجديدة وهذا يعد كارثة إذا ما حدثت لأن الدولة تقوم بدورها كاملا ولا تألو جهداً في تقديم كل ما يمكنه وقف مد هذا الوباء من أن يتسلل إلى كل بيت في قطر ودون أي تفرقة بين مواطن ومقيم وهذه جهود يجب أن يقابلها تقدير خاص ليس بكلمة شكرا وإن كان يجب أن تقال كل دقيقة وساعة ويوم بل بالتقيد بما من شأنه وقف زحف هذا الوباء لأجسادنا وربما لأجساد لا تقوى على مقاومته بالصورة التي تمد في عمرها ويكون سببا للموت المقدر أولا وأخيرا من الله عز وجل، ولأننا في النهاية القطاع الصحي له طاقة محدودة شأنها في ذلك شأن أي دولة مهما بلغت قدراتها لأن التراخي هو الذي يفقد هذه الهمم قدرتها على بلوغ الصعاب وتجاوزها ونحن للأسف كمجتمع غلب معظم من فيه التساهل في تكملة مشوار الوقاية من الفيروس فتراخى في لبس الكمام أو لبسه بالصورة السليمة المنيعة وتهاون في معنى التباعد الجسدي وتطبيق المسافة الاجتماعية الآمنة وظن في لحظة سهلة أن الفيروس هو مخلوق ضعيف لا يمكنه أن يتسلل بهذا التهاون إلى من تعمد أن يتساهل بتلك الصورة التي جعلتنا اليوم نعود للوراء وتحديدا إلى اللحظة التي كنا ننتظر بشغف عقد المؤتمرات الصحفية الخاصة بتطورات وباء فيروس كوفيد 19 في بلادنا لأننا رجعنا نستشعر الخوف الذي كان يعترينا مع إعلان عدد المصابين وأعداد المتوفين رغم عدد الذين كتب الله لهم الشفاء منه وحجم الذين تلقوا اللقاحات الخاصة به والذين لن يمثلوا سدا منيعا للمجتمع إلا إذا تم إعطاؤه لـ 60% من أفراد المجتمع وهذه نقطة يجب أن يتوقف لديها من استهانوا باللقاح واستصغروا فائدته ولنتذكر إن ما تفعله الدولة أمر يستحق إلى جانب الشكر هو العمل معها. ‏@[email protected] ‏@ebtesam777