12 سبتمبر 2025

تسجيل

التطوع مسئولية اجتماعية

28 مارس 2017

بما أن التطوع سمة موجودة ومشتركة بين جميع الثقافات والمجتمعات على مرَ العصور والأزمان ، بأشكال مختلفة، وأنماط متعددة، ومسميات شتّى، يستمد قوته من الموروث القيمي الثقافي لكل مجتمع، لذلك ينبغي أن يُحترم ذلك الموروث القيمي من قبل المتطوعين دونما تعالٍ على المستهدفين من العمل التطوعي أو انتهاك لحقوقهم وخصوصياتهم الثقافية أو استغلال لحاجاتهم أي أن تكون هناك معايير أخلاقية ومسؤولية اجتماعية يتقيد بها المتطوعون توجه رؤيتهم وتشكل اتجاهاتهم وخياراتهم وأحكامهم وتفضيلاتهم وألا يصبح العمل التطوعي مصدر تكسب مادي أو يعود على باذله بأي منافع معنوية أو أدبية.كما تكتسب المسؤولية الاجتماعية في العمل التطوعي أهميتها في عالم اليوم من الحاجة المتزايدة للعمل التطوعي ودوره التنموي نتيجة لتعدد شواغل التنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتفاعل من المتطوعين مع ما تنتج من قضايا محلية وعالمية كتعبير صادق لنزوع النفس البشرية لفعل الخير، وخدمة الإنسانية، والسعي لتحسين حياة الناس أو حل مشاكلهم، بغض النظر عن الصلات القرابية، والحواجز الثقافية، والحدود الجغرافية، والاعتبارات الإثنية والمذهبية والدينية والسياسية - مما يعزز المسؤولية الاجتماعية في ممارسة العمل التطوعي ومجالاته ووسائله ، والذي نَمَتْ منظماته واتسعت في حجمها وعددها، لاسيما وأن العمل التطوعي أصبح يشكل تيارا عالميا رائداً في الفعل التنموي والخدمي الفاعل، ويلبي حاجات مجتمعية عريضة النطاق وماسة، ويسهم بدرجات متفاوتة في تخفيف الأعباء عن الدولة بل يكمل دورها التنموي ولا يتعارض معه. لذلك يقع على عاتق القائمين على العمل التطوعي أو أي كيان تطوعي، سواء كان منظمة أو فرداً، العمل لمصلحة المجتمع ككل، ولا يتأتى ذلك إلا بالتقيد بقواعد ومعايير السلوك وأفضل الممارسات في المسؤولية الاجتماعية، للحفاظ على التوازن ما بين الأحكام والنزعات الشخصية، وبين قواعد المسؤولية الاجتماعية، وهو أمر لا يختص فقط بمنظمات الأعمال بل هو شأن كل فرد تؤثر أفعاله على اخيه الانسان أو على مجتمعه أو على بيئته الطبيعية التي أمرنا ديننا بالمحافظة عليها حتى في زمن الحرب فمنع قطع الشجر وتلويث مصادر المياه ، ولنتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة ، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها) ، فهذه قمة المسؤولية الاجتماعية نحو الإنسان والكون والحياة ، ودمتم سالمين ،،