31 أكتوبر 2025
تسجيلظلت الأم طوال شهر تبحث لابنها عن مدرسة خاصة تضعه فيها أو روضة لابنها الآخر، وتنقلت بين أكثر من واحدة، واضطرت في كل مرة أن تسجل أبناءها أن تدفع مقدم للمدرسة لأن يكون أبناؤها في قائمة الانتظار ويطول الوقت، وتذهب لمكان آخر علها تجد ما تريد ولكن الأبواب مسدودة رغم وجود أكثر من مدرسة بالقرب من بيتها وبين أهلها ولكن مازال الوضع على ما هو عليه!!وكلما سألت قالوا لها: إنه على قائمة الانتظار رغم ما تراه من ازدحام المدرسة بالوافدين.نعم، يعيش العديد من أولياء الطلبة "القطريين بالذات" من معاناة حقيقية في البحث والقلق إزاء إيجاد مدارس خاصة لأبنائهم، ويأخذ مشوار البحث الكثير من وقتهم، فقد أصبح شعار "أريد مقعد لابني" يرفعه الكثير من أولياء الأمور، فالمدارس الخاصة والروض المدرسية والحضانات التي وفرت لها الدولة الأراضي، وأتاحت لها الكثير من المزايا، وسمحت لها بفتح العديد من المدارس لا يجد الطالب أو الطفل القطري مكاناً له إلا بعد معاناة تعيشها الأسرة القطرية، التي أقسمت لي إحدى الأمهات، أنها ظلت تبحث، وصبرها عن البحث لدرجة أنها "بكت قهرا أو كمدا" عن الوضع!!إن النمو العمراني والنهضة التي تشهدها البلاد، وزيادة أعداد الموظفين الوافدين وإحضار أسرهم معهم، زاد من هذه المعاناة التي يعيشها المواطن، فقد أصبحت المدارس الخاصة ممتلئة بالوافدين وتعتذر الكثير من هذه المدارس عن قبول الطلاب بحجة الأعداد الكثيرة من الطلبة وأن الأولوية تكون لأبناء العاملين فيها، ومن لديهم إخوة والمؤلم في الأمر أن هذا الأمر لا ينطبق مع الوافدين من الجنسيات الأخرى ولا يشعرون بالمعاناة مثل ما يشعر بها القطري، فهم يتمتعون بالكثير من المزايا التي قد لا يحلم بها غيرهم.فالكل يبحث عن أفضل تعليم لأبنائه وخاصة المدارس التي تتوافر فيها المقومات التعليمية من جودة التعليم واللغات، ناهيك عن قبولها الطلاب دون سن الدخول بالنسبة للمدارس الحكومية، حتى يضمنوا لأبنائهم المستقبل التعليمي رغم ما تبذله الدولة وخاصة وزارة التعليم والتعليم العالي من جهود ووضع الخطط والاستراتيجيات لضمان العملية التعليمية، ولكن لابد من استراتيجيات وفرص لدخول أبناء أهل قطر إلى مثل هذه المدارس بكل أريحية مثل ما يتم لأبناء الوافدين، وهذا يتطلب من وزارة التعليم والتعليم العالي وضع نصاب خاص من أبناء قطر في مثل تلك المدارس، بحيث تكون هناك مقاعد شاغرة لهم، وإذا لم تمتلئ بالقطريين يمكن أن يقبل غيرهم، لا أن يظل أبناء الوطن في حالة قائمة الانتظار التي لا تنتهي أبدا، وتهدر الأسرة الأموال التي لا تسترجع على تسجيل أبنائها وعدم حصولهم على مقاعد حتى منتصف العام الدراسي.إن الأمر يتطلب سرعة عمل القائمين على العملية التعليمية في الوزارة، على إيجاد الحلول المناسبة لرفع المعاناة عن أبناء القطريين وكذلك الخليجيون في البحث عن مقعد شاغر في المدارس الخاصة الدولية التي يطمح أولياء الأمور إلى أن يلحقوا أبنائهم بها، فأهل البلد أحق بمثل هذه المدارس، ومن حقهم التمتع بالمزايا التي توفرها رغم ارتفاع أسعارها.لقد أصبحت معاناة أولياء الأمور حديث المجالس، رغم توفير الدولة لكوبونات التعليم للمدارس الخاصة، والتي قد لا تتناسب مع أسعار تلك المدارس التي ترتفع كل عام.والأمر الآن في ملعب وزارة التعليم والتعليم العالي التي لابد أن تجد الحل المناسب، الذي يزيل القلق عن نفوس أبناء قطر!