11 سبتمبر 2025

تسجيل

وشكراً.. لـقطر

28 مارس 2014

لابد من توجيه الشكر العميق.. لدولة قطر ممثلة بسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، على الجهود والمساعي المبذولة والتي نجحت في إطلاق سراح الراهبات المخطوفات في مدينة معلولا السورية.إن تلك البادرة الطيبة والتي تعبر عن إحساس عال.. وضمير حي يشعر بمعاناة الآخرين الواقعين تحت طائلة العذاب.. تلك البادرة القطرية التي أطلقت سراح أولئك الراهبات لاشك هي بادرة تستحق من الجميع كل تقدير ووفاء نظراً لأن الجهود والمساعي التي أفضت إلى حصولهم على الحرية واستنشاق عليلها الذي لن يحس بها إلاّ من كان في معمعتها ويعيشها لحظة بلحظة.. هذا الشعور وجد لدى أصحاب القرار والمسؤولين في دولة قطر.. ولابد من أنهم رأوه بنظرة من كان حبيس جدران السجن ورهن الاختطاف.. وهو أمر يجعلنا نقف بإجلال لهذا الموقف.. وهذا الأمر بطبيعة الحال ليس غريباً عن دولة قطر.. وليس وليد اللحظة.. إن الجهود القطرية متعددة على أكثر من صعيد.. وهي في أكثر من اتجاه قد تصيب في اتجاهات وتخفق في اتجاهات أخرى.. وليس معنى الإخفاق هنا بما تعنيه الكلمة.. إنما مجرد الإخفاق هو يعتبر ما يمكن أن نطلق عليه اجتهاداً طيباً في سبيل أو طريق لم يكتب له النجاح على الصعيد الدنيوي.. ولكن يكتب له الأجر إن شاء الله على صعيد الآخرة.. وفي كل الحالات يؤجر من قام بهذه الجهود.. بل لعل الجهود المفضية للإخفاق يكون أجرها أعلى وأجل.. إن الجهود القطرية كما أسلفنا ليست غريبة أو حديثة عهد في المشهد السياسي العام في المنطقة والعالم.. حيث إن تلك الجهود متواصلة على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه.. وتحقق في الكثير من الأحيان ما يعجز عنه الكثيرون.. وتضرب بتلك الجهود أروع الأمثلة الحية والماثلة أمام أعيننا وأعين المراقبين والمتابعين للشؤون السياسية في العالم.. ويشيدون بها وبمدى قدرتها على تحقيق أفضل النتائج المرجوة والتي تختصر أيضاً في كثير من الأحيان الجهد والوقت لتحقيق أفضل النتائج الطيبة والإيجابية والتي هي بطبيعة الحال تصب في مصلحة المستفيدين منها وعلى رأسهم تلك الشعوب التي تعاني من خلافات تفضي في غالب الأحيان إلى توقف دورة الحياة والعيش الآمن والمستقر.. ولو عدنا إلى موضوع مقالنا اليوم لنقول بأن دولة قطر ومن وجهة نظرها ورؤيتها البعيدة المدى.. تعتبر الجهد الذي قامت به ونجحت من خلاله بإطلاق سراح الراهبات.. هو واجب ديني وإنساني قبل أن يكون أي شيء آخر.. وذلك كما ورد على لسان أحد المسؤولين في دولة قطر مؤخراً.. حيث إن تلك الرؤية مبنية على أن ديننا الحنيف يأمرنا ويحثنا على تأمين حياة الأبرياء مهما كانوا وأينما كانوا.. وخاصة رجال الدين.. وهذا الأمر في مكنونه يبعث على الارتياح والطمأنينة بأن تلك الجهود مخلصة وخالصة لا يرجى من وراء أي هدف أو بحث عن مجد هنا أو هناك.. وما يبرهن على هذا الأمر.. أنه طوال القيام بتلك الجهود من دولة قطر.. وعلى مر السنوات الماضية.. لم يتبين وجود مترتبات أو توابع على نجاح تلك الجهود، وهو الأمر الذي أكده بعض المراقبين الدوليين. نبارك تلك الجهود ونتمنى استمرارها دائماً وأبداً. لما فيه خير وصلاح هذه الأمة.. والله ولي التوفيق.