10 سبتمبر 2025

تسجيل

مالِ هذه الأرض؟

28 فبراير 2023

شعور مُهيب حينما تظن أن عملك كفيل بأن يورثك جنته تعالى، لم أكن أظن بأن عقلي قد أوحى لي هذه الفكرة في نفسي، إلا حينما اهتزت أراضي سوريا وتركيا. شعور مُخيف حينما تنسى أن الجنة باهظة جدًا، ومُرعب أن تتيقن أن عملك لم يكن تلك العملات النقدية الموصلة لها. أتوقفنا للحظة ونزعنا عنا لباس هذه الدنيا الفارغة؟ هل أخذتنا الرجفة حينما شعرنا بخلو ذاك الدلو أو فراغ سلة المحاصيل؟ في جوف ليلة ما ككل الليالي المعتادة، أو بالأصح ككل الفرص المتتالية، بينما القيام كأي قيام، والليل كأي ليل، والمؤذن كأي مؤذن، والتلاوة كأي تلاوة، والآيات هي نفسها التي مررنا بها بالأمس، والتعب هو نفسه، والنعاس غالب كما لو أنك تفيق لدوام كدوام الأمس بمواعيده ولحظاته المتكررة. أبدًا، لم يكُن ذاك الشعور هو نفسه.. فقد خاض العقل بمتاهة رعب جديدة، حينما هُدِّمت المنازل وشُقِّقت الأراضي. فقد خاض القلب أحاديث لم يسبق له الحوار بها مع نفسه أبدًا، حينما فارت دماء البشر، وتيتم المسكين وهُجِّرَ الغني والفقير. فقد كان خيالي حقيقيا لدرجة، بأن يشملني ذاك الزلزال البعيد، وكأنني تحت هزات واقعية، زلزال أخذني بغتًة وأنا على سجادة الصلاة في جوف تلك ليلة! المُصيبة كلها كانت بالسؤال الآتي: لمَ شعرت وكأنه ليس بحسن الختام؟ لِمَ لَم يكن الوضع موضعا للرضا، موضعا يجعلني أقول «توفني على هذا»؟ حتى اليوم أعيد صياغة هذا السؤال مرارًا وتكرارًا، وفي كل مرة أجيد الجواب نفسه «لست مستعدة». وأيقنت أنه مهما كثرت الطاعات ومهما بلغنا من العبادات والنوافل، فإننا مقصرون، ولسنا ببالغيها ولو بشق تمرة. الزلزال عبرة لنا قبل أن يكون ضربة قاضية لمن هُدمت ديارهم ومساكنهم، الزلزال يجب أن يعيد نظرتنا للحياة وبعد الممات حتى لأتقى الأتقياء، سنشهد مثله وغيره الكثير، أمتى نستعد ونستقيم؟