12 سبتمبر 2025

تسجيل

(مُقــرمشـات) العـرب فــي الحرب !

28 فبراير 2022

قد قُضي الأمر.. ربما تكون هذه العبارة هي الأنسب للحرب الدائرة بين روسيا العظمى وأوكرانيا الهادئة التي تبخرت أحلامها في الانضمام لحلف الناتو كما يتبخر الماء وهو على صفيح ساخن، لأن الحرب وعلى ما يبدو لن تنتهي باكرا كما كنا نأمل مع تزايد أعداء روسيا التي باتت مكروهة في أوروبا ولم يعد أحد يطيق التعامل معها خصوصا وأنها باشرت بغزوها لأوكرانيا على غفلة من أوروبا التي غضت الطرف طيلة الأيام التي كانت موسكو تحشد قواتها على حدود أوكرانيا حتى أن الاستخبارات الأمريكية كانت تتوقع على لسان رئيسها جو بايدن أن يكون الهجوم فعليا فجر الأربعاء الماضي فإذا به فجر الخميس ولذا ليس على أوروبا أن تفتح فاهها دهشة واستنكارا وهي تراقب كل تلك الإرهاصات التي سبقت الهجوم الروسي على أوكرانيا ولم تتحرك حينها إلا من بعض الفرقعات الإعلامية كالتي صدرت من الرئيس الأمريكي حتى ظن المراقبون أنه سيحيط أوكرانيا بقوات أمريكية وسينشر دفاعاته المضادة على طول الخط الحدودي لأوكرانيا فإذا به بعد أن وقع الفأس في الرأس كما يقولون يتراجع عن تلك (العنترية) المفاجئة ويصرح بأنه لن يورط قواته في أي حرب لا دخل للأمريكيين فيها ناقة ولا جمل وطبعا الأمر يطبق على باقي دول أوروبا التي حتى الآن لا تملك في صحيفة دفاعها عن أوكرانيا غير بعض الإدانات والشجب والاستنكار والرفض في صورة مطابقة 100 % لمواقف العرب التي كنا نظن أننا نتفرد بها فإذا أوروبا مجتمعة تنافسنا بل وتتفوق علينا لحسن الحظ !. اليوم تدخل قوات روسيا مدينة (خاركيف) الأوكرانية ثاني أكبر المدن بعد العاصمة الرئيسية (كييف) التي يفكر الروس في كيفية اقتحامها وإخضاع شعبها بل وقلب السلطة فيها وإسكات الرئيس زيلنسكي الذي يطوف بشوارع كييف ليؤكد وجوده في مقدمة قواته ولئلا ييأس هذا الشعب من أن قيادتهم قد انطوت في جناح الليل وفرت إلى حيث المأوى الآمن ولكن يعلم بوتين أن دخول مستنقعات الحرب جافا ليس كالخروج منها مبللا ففي الوقت الذي تعلن وزارة الدفاع الأوكرانية تفوقها على الأرض من خلال ضبط مدرعات روسية فر أصحابها بينما تم أسر بعضهم فإن أوروبا التي لم تطلق رصاصة واحدة في الهواء لمساعدة أوكرانيا فإنها تملك سلاحا آخر يمكن به أن تُضعف قوة القوات الروسية وذلك من خلال قرارها الموحد بإغلاق مجالاتها الجوية أمام الطائرات الحربية الروسية ومنع اختراق أجوائها لعرقلة سير هجماتها الجوية على أوكرانيا وهو أمر لا يستهان به لكنه لن يكون مانعا بنسبة 100 % من التسلل الروسي لأجواء أوكرانيا فموسكو ذات خبرة طويلة مع الحروب وحين تفكر بعقلية حربية فإنها تضع لكل طارئ حلا تثق في فاعليته وعليه لا تبدو موسكو مهتمة حتى من وضعها الذي أصبحت عليه والذي شرحته في بداية مقالي من سوء علاقاتها مع أوروبا كلها ومع الولايات المتحدة أيضا لكني فعلا أجد نفسي متفاجئة قليلا من تأثير مجلس الأمن الهش من هذه الحرب وقد كنت أظن أن مواقفه الهزيلة إنما تكون في قضايا العرب والمسلمين فقط ولكن لا فالمجلس أشبه بمنصة تصويت لتمرير أي قرار أو وقفه ولا يملك صلاحية تنفيذية في إصدار قرار وتنفيذه باعتباره يدا عليا على أعضائه ولذا لا تبدو روسيا تبالي بكل هذا الضجيج حولها لأنها رسمت أهدافا محددة قبل قيامها بهذه الخطوة التي هزت كيان أوروبا ووصلت إلى نقطة اللاعودة منها ليس لأن روسيا لربما تخسر هذه الحرب ميدانيا ولكن لأنها فعليا قد خسرتها أخلاقيا ورغم أن للحروب قوانين وحدودا وأسبابا ربما تتحمل أوكرانيا بعضا منها ولكن لطالما كان المعتدي مجرما والمعتدى عليه بريئا وفي هذه الحرب العرب فقط من يحملون (المقرمشات) ويتابعون المشهد !. [email protected] @ebtesam777