13 سبتمبر 2025

تسجيل

بين الغارات والمساعدات.. خِسَّــــةٌ واضحــــة !

28 فبراير 2019

390 مليون دولار مساعدات إنسانية إماراتية وسعودية لليمن ! هل رأيتم نكتة صباحية تضحككم أكثر من هذه النكتة ؟! هل شهدتم بؤساً ويأساً أكثر من هذا ؟! هل سمعتم بمحاولة إنعاش القاتل لقتيله ؟! هل شاهدتم لصوصاً تسرق من خيرات البلاد التي تنهبها ثم تمد يدها بالفتات مما سرقته وتعيده لصاحبه على شكل هبة ومنحة ومساعدة ؟! فعن نفسي شخصياً لم أستغرب من جرأة الرياض وأبوظبي على التفاخر الدائم بمساعدتهما الدائمة لليمن ومحاولة التخفيف من أزمته الإنسانية المتفجرة هناك والتي عُدَّت دولياً الأسوأ والأكبر في هذا القرن ، لا سيما وأن هاتين العاصمتين تعلمان جيداً أن هذه المساعدات المتخيلة في أذهانهما المريضة ماهي إلا واحدة من اثنتين والأرجح أن تكون كلتاهما أقرب للتصوير والتصديق : إما أنهما تحاولان جاهدتين التكفير عن أضرار غارات قواتهما التي تدمر البلاد وتقتل العباد هناك بتقديم جزء يسير من مساعدات لا تسد حاجة أهل اليمن التي قدرت الأمم المتحدة حاجته إلى أكثر من أربعة مليارات دولار لنقل أزمته الإنسانية الشنيعة من درجة ( الأسوأ ) إلى ( السيئة ) ! أو أن هذه المساعدات هي المقتطعة فعلاً مما تنهبه كل من السعودية والإمارات من خيرات وغاز وتاريخ وآثار اليمن وتحكمهما بالموانئ المهمة لباب المندب والحديدة وما تقدمانه هو اليسير فعلاً مما تسرقانه وهذا يعني أن خير اليمن هو لليمن لكن مع نهب معظمه ! . فعن أي مساعدات تعلنان هاتان الدولتان عن تقديمها لبلد ينزف من غارات قواتهما الدامية ليل نهار ؟! . عن أي رحمة تتكلمان وهما من دمر اليمن وشتت أهله وقتل الأبرياء فيه واستهدف حافلات أطفاله وأسواقه الشعبية وتحكم في مداخله ومخارجه واحتل أرضه وباتت عدن ومطارها بأكملها تحت سيطرة الإمارات التي فتحت سجوناً سرية أخفت قسرياً من أخفت وقتلت فيها من قتلت واغتالت أئمة المساجد وكل من رفع صوت الاستنكار لوجود قواتها على أرض عدن ؟! عن أي إنسانية تأتي الرياض لتفرشها في ممرات الهيئات والمنظمات والمؤسسات الدولية الحافلة بسجلات لا تحصى من الانتهاكات الإنسانية في السعودية وفي خارجها ما يؤكد أن للسعودية يداً خفية وواضحة في هذه الانتهاكات والتجاوزات غير الأخلاقية ؟! هل يمكن أن نظن في الرياض تلك الرأفة الصورية على أوهي التي استهدفت صحفياً دخل قنصليتها آمناً على نفسه فخططت وقتلته وقطعته وأذابت جثته وتخلصت من بقاياها دون إحساس يذكر أو إنسانية كالتي تدعيها كذباً على نفسها ؟! ، أم أن علينا أن نصدق تلك الإنسانية المزعومة ونحن نشهد صور أطفال اليمن ما بين قتيل فتت جسده الصغير صاروخ للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات على بلادهم وجوعى تشكو أجسادهم الضئيلة الهزيلة التي يفتك بها المرض والجوع وتراقبهم أعين آباءهم وأمهاتهم وهم يموتون بصمت ؟! . لا ! ، ليس علينا كعالم مراقب باستنكار شديد هذه المشاهد اليمنية المؤلمة أن نصدق كل هذه المسرحيات التي تأتي على شكل مساعدات مالية تخفف من آلام المظلوم والقتيل والجريح والجائع من اليمنيين، من القاتل والمتسبب الرئيسي لكل هذه المعاناة لهم ! ، والحمدلله أن لا أحد يصدق سياسة تلميع الوجوه التي باتت كل من أبوظبي والرياض تدفعان لأجلها الملايين للترويج لهما في العالم الغربي وأمريكا ولم تنجحا حتى هذه اللحظة في تلميع جانب صغير من هذه الوجوه الصفراء لهما ولا أظن أنهما حتى ستنجحان في ذلك!، وعليه حتى لو دفعتا المليارات لليمن فإنما هي في الحقيقة والواقع أموال اليمن وسواء رُدت لها على شكل هبات أو حق فهي تبقى أموال اليمن المسلوبة والمنهوبة من قبل عاصمة الهياط والإمارة المارقة ! . ◄ فاصلة أخيرة : (إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع) صدق الله العظيم [email protected]