01 نوفمبر 2025

تسجيل

من فيض الحب السماوي

28 فبراير 2018

تأنس النفوس بمناظر الطبيعة الغناء، حين تتناغم عناصرها الخلابة، فتشعرنا بالبهجة والسرور، خضرة الروض وزرقة السماء، صفاء الماء، شدو الأطيار، جداول الأنهار، شواطئ البحار، هذا التجانس الجمالي البديع من صنع البديع جل في علاه. جمال الطبيعة يتوافق مع فطرة خلق الله سبحانه، وهناك مشهد طبيعي حي متفرد في جماله وجاذبيته، عندما تتلبد السماء بغيوم داكنة، تبشرنا بهطول أمطارغزيرة، نتوق إليها شوقاً بعد انقطاع، ليشملنا الله برحمته الواسعة وجزيل عطاياه. تتهادى الرياح عليلة تداعب وجنات الطبيعة في غنج ودلال، وتتساقط قطرات المطر ندية رقراقة، تعانق حبات الرمال في قصة عشق لا يعبرعنها سواها. تتعالى أصوات الأطفال، في براءة وحبور، وهم يحتفون بقدوم المطر، تتكاثف القطرات تعزف لحناً شجياً يطرب المدنفين، تتمايل الأشجار وتتراقص الأغصان، وتحتضن أزهارها اليانعة في رقة وبهاء، وتنتشي الأرض بسقيا السماء، في لوحة فائقة الجمال، لم ترسمها ريشة فنان أو عدسة آلة صماء، بل صاغتها يد الخالق البديع. المطر ينعش الروح والجسد، ويسلي الحزين الحيران، ولسان حالنا يردد: اهطل يا مطر لتبدد أوجاعنا، وتضمد جراحنا وتعيد أفراحنا، بلورات المطر المتلألئة تدعونا نحو الصفاء والنقاء، والتطهر من درن الضغائن والأحقاد، يأتي المطر فيشدنا نحو الماضي الجميل، ومرابعه الحسان، حيث اللهو البريء والقلوب النقية المفعمة بحب الخير وطيب المشاعر، جلسات ومؤانسات الأحبة ممن رحلوا عنا إلى دار الخلود، أو بقوا معنا في دنيا الوجود. لن احتمي تحت مظلتي ولن أحجب بها المطر، فكم اشتاق لقطرات الغيث المبارك والغيوم تظللنا سويا .  إنه حديث عهد بربه، وهنا يستجاب الدعاء: اللهم لك الحمد على جزيل عطاياك وكريم فضلك، اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا، واشف مرضانا وارحم موتانا، وفرج الكرب عن إخوتنا المحاصرين المنكوبين، وأهلك الطغاة المستبدين.