12 سبتمبر 2025

تسجيل

حفلات الطلاق

28 فبراير 2017

ظهر في الأيام الاخيرة نوع مختلف من الحفلات بين الأوساط الاجتماعية العربية والخليجية خاصة مع ارتفاع حالات الطلاق في ظل الانفتاح الثقافي والتكنولوجى، ويكاد الكثير من النساء تقوم باقامة حفلات فاخرة تكاد تشابه مراسم الزواج في التكاليف المادية والأجمل من ذلك يتم توزيع الدعوات ويكتب في الدعوة حفل طلاق، وتعتبر ثقافة حديثة على مجتمعاتنا الخليجية على وجه الخصوص خاصة في وقت كنا نسمع فيه انعدام حالات الطلاق بصورة طبيعية عما هو يعكس ما نراه الان من مأساة اجتماعية حلت على الاسرة بشكل عام نتيجة الانفتاح واثاره السلبية، وربما احسن البعض استخدامه واساء الكثير التعامل معه، ولا نستطيع هنا ان نعظم وندعم نوعية الحفلات التى تسمى بالطلاق، وستجد من الناحية النفسية ان لها العديد من التفسيرات النفسية التى دعت الكثير من السيدات الى اقامتها بصورة ربما اساءت لها في المجتمع وهى لا تدرك تلك النظرة. لكن ربما تكون دوافعها انها تخلصت من الزوج بعد معاناة من السنوات نتيجة سوء معاملته لها او اهمالها او سوء معاشرته لها او اكرامه لها وتكاد لم تستطع ان تكمل مسيرة الحياة معه مما دفعها للجوء للقضاء وحصلت على الطلاق بعد معاناة قانونية طويلة الامد وعندما حصلت على طلاقها وحريتها لم تستطع ان تعبر عن هذه الفرحة إلا بهذه الطريقة التى تعتبرها ميلاد يوم جديد في حياتها ولا تشعر بتصرفاتها ولا بنظرة وثقافة المجتمع خاصة بعدما مرت به من معاناة طويلة الامد،ومن زاوية اخرى تقيم بعد السيدات هذا النوع من الحفل وربما يكون لاسباب اخرى ايضا كنوع من تفريغ الضغوطات النفسية التى تعرضت لها نتيجة الصدام في الزواج ربما في الشهور او السنوات الاولى ويكاد يكون هذا الصدام بسبب الخيال التى كانت تعيشه الفتاة قبل الزواج بان الزواج مجرد شهر عسل وهدايا ومراسم خطوبة وزواج، او ان الزوج يتشابه في عاطفته والدها وهى لا توجد لديها اى خبرات حياتية ويكون الصدام النفسى والاجتماعى بعد الزواج مباشرة وتحتاج الى التخلص من ذلك الصدام بأى وسيلة سريعة المفعول، وعندما تحصل عليه تتصرف بعدد من التصرفات والسلوكيات النفسية والاجتماعية نتيجة هذه الصدمة التى تعرضت لها وتكاد ترى من يجاملها ويثنى على اقامة هذه الحفلات كنوع من الانتصار والحصول على الحرية الشخصية وتجد من ينتقدها من زاوية اخرى لعدم قبول هذه الحفلات كثقافة في المجتمع، ولذا فنحن فى حاجة ماسة الى زيادة الوعى الثقافي والاسرى وتسليط الاضواء الاعلامية لرفع مستوى الوعى لدى المقبلين والمقبلات على الزواج بطرق علمية صحيحة والوقوف على اهم اسباب هذه الظاهرة ومعالجتها حتى تقل حالات الطلاق والاثار المترتبة عليه.