13 أكتوبر 2025

تسجيل

ماذا تدرس الجامعات الغربية.. من الإسلام؟

28 فبراير 2014

تهتم الجامعات الغربية بدراسة الإسلام، هذه حقيقة لا شك فيها، ولكن الشك كله يحيط "بدوافع" تلك الدراسات، فما الذي يبحث عنه الباحثون في الجامعات الغربية وهم يدرسون الإسلام في أبحاثهم العلمية؟ هل تكون لديهم آراء مسبقة يريدون تدعيمها بنتائج بحوث معتمدة بأختام كبريات جامعاتهم لتغدو كأنها حقائق؟ هل يبحثون فعلاً عن الحقيقة بقلوب وعقول فارغة من أية أحكام مسبقة؟ في السطور القادمة سنحاول – من خلال استعراض عدد من تلك الدراسات – فهم نظرة الغرب للإسلام والمسلمين كما تعكسها الدراسات الأكاديمية في بعض الجامعات الغربية: ومما يهتم به الباحثون في الجامعات الغربية، العلاقة بين الدين والسياسة، لاسيما السياسة الخارجية، في عدد من كبريات الدول النامية. فقد قدم الباحث أوليوفولا جيمي ادجوكن رسالته للدكتوراة إلى جامعة هاوارد الأمريكية عام 1991م في 281 صفحة حول (تأثير الدين في السياسة الخارجية النيجيرية)، حيث قام الباحث بتحليل المعلومات التي حصل عليها من الوثائق الحكومية والمقالات الصحفية والمقابلات الشخصية مع عدد من الشخصيات المسؤولة في الحكومة والتي تنتمي إلى الديانتين الكبريين في نيجيريا وهما: الإسلام والمسيحية.وعند حديثه عن الإسلام كان الباحث يشير كثيراً إلى ما أسماه: "ارتباط المتدينين بالجماعات التي لها نفس المعتقدات خارج نيجيريا"، وكأنه يريد أن يقول إن المسؤولين الحكوميين غير منتمين لمصالح دولتهم بقدر ما هم منتمون لدينهم، ومن ثم فإن السؤالين الكبيرين اللذين قامت عليهما الدراسة هما: 1- هل يعكس الانقسام المسيحي – الإسلامي في نيجيريا خلافاً عرقياً؟ 2- ما درجة تأثير الجماعات الدينية الخارجية على سياسة نيجيريا الخارجية ؟ ومن النتائج العجيبة التي توصلت إليها هذه الدراسة هو أن المسيحيين الذين يتركزون في جنوبي البلاد يصدقون أن إسرائيل دولة مسيحية !! أو أوعز إليهم بهذا !!ولا يشترط أن يكون الباحثون في مثل هذه الموضوعات من الغربيين، فقد يوجه الأساتذة طلابهم المسلمين المبتعثين إلى دراسة موضوعات تلبي حاجات الأساتذة وأجهزة الاستخبارات التي يعملون لصالحها، فلا ينكر أحد أن كثيراً من الجامعات الغربية تتيح نتائج بحوثها لمن يطلبها من الأفراد، ولأي هيئة تطلبها ما دامت تدفع التكاليف... وقد يكون من هذا النوع رسالة الدكتوراة التي تقدم بها محمد نور مونتي(3).. إلى جامعة تمبل 1990م وتقع في 451 صفحة وتدرس (التغير الاجتماعي في ماليزيا المعاصرة)، وبالرغم من هذا العنوان، فإن اهتمام الدراسة انصب على التنظيم الطلابي المؤثر الذي نشأ في ماليزيا 1971م تحت اسم (جمعية الطلاب المسلمين الوطنية)، والتي يرمز لها بالحروف (A.B.I.M) ومدى قدرة هذا التنظيم على التأثير في قرارات الحكومة الماليزية داخلياً وخارجياً، فقد اهتم الباحث بمحاولة استكشاف توجهات وقرارات الحكومة الماليزية خلال سنوات طويلة ومدى تأثر تلك التوجهات والقرارات بجماعة الـ (A.B.I.M) بوصفها جماعة ضغط لها تأثيرها في الأوساط الشبابية خاصة، وفي الحياة بمجالاتها المختلفة عامة. إن الغرب يدرك تماماً الدور الخطير المنوط بالمرأة في بناء المجمعات، ومن ثم فإن هناك اهتماماً متزايداً بتوجيه الدراسات نحو المرأة المسلمة في المجتمعات الإسلامية، أو غير الإسلامية (الأقليات المسلمة).ففي دراسة الدكتوراة التي قدمت من الباحثة دينا إسحق جراح 1990م عن (المرأة الفلسطينية: وضع ودور المرأة الفلسطينية في الضفة الغربية.