14 سبتمبر 2025
تسجيلفى كل دولة من دول العالم المحيطة بنا لديها عادات وتقاليد فى طريقة مظاهر الاحتفال بكافة المناسبات السعيدة والحزينة بمجتمعاتها وكيفية الاستعداد لها وربما تختلف فى المضمون اختلافات بسيطة ولكن بشكل عام تقام هذه المناسبات باستعداد مادى ربما متفق عليه من الغالبية العظمى من المجتمع بمبالغ باهظة ، لاسيما ساهمت فيه الطفرة الاقتصادية التى تمر بها قطر مع ارتفاع مستوى دخل الفرد مما ساعد على توسعة مظاهر الاحتفالات بكل أشكالها وألوانها والتى تليق مع كل أسرة قطرية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية بالمجتمع وهذا عكس ما كان عليه قبل الانفتاح والتى كانت تقام كافة المناسبات فى المنازل وبصورة بسيطة ولكن تحمل بداخلها فرحة كبيرة تجمع حولها شمل العائلة وطرق المجاملة فيها والان اصبح العكس ربما زادت المبالغة فى المظاهر المتعلقة بالمناسبات أكثر من الفرحة نفسها وربما حتى نبدأ رحله التغيير والتخلص من كثير من العادات التى انتشرت بالمجتمع وأصبحت تمثل عبئا كبيرا على الكثير منا ولايستطيع والسبب أنها عادة مكتسبة من المجتمع نفسه منذ سنوات طويلة وربما الخروج عنها سيفقدك علاقات اجتماعية ووجودك بين من تقدم لهم المجاملة فى مناسبتهم ونخص هنا على وجه الخصوص (النقود المادية) والتى يتم نثرها على العروس والذين يقومون بمجاملة أهل العروس والمعرس وقت العرس وما ينثر على رؤوسهم وقت الرقص ومن المستفيد أولا وأخيرا هى الفرقة التى تحيى العرس وأصبح نجاح العرس أو المناسبة بحجم المبلغ الذى يتم نثره بالأف خلال فترة قصيرة لاتتجاوز من ساعتين الى خمس ساعات وبعد انتهاء حفل الزواج ربما تجد الغالبية منا مستاء من هذه العادة ولكن ماتسمعه منهم بأنهم يتمنون زوال هذه العادة لأنها محرمة من الناحية الدينية واضافه ان هناك الكثير من الدول المجاورة استطاعت ان تقضى على هذه العادة وتخلصت منها، وربماكان الاسبوع الماضى بحضورى مناسبة حفل زواج وكانت المفاجأة الرائعة بداخل كرت الدعوة مكتوب فيها الورود بدلا من النقود وبمعنى أن النقود غير مسموح به وبالفعل كان حفلا مميزا بأنها كانت تجربة فريدة من نوعها فى هذه العائلة بمنع النقود خلال الاحتفال وقد خطت هذه العائلة خطوة كبيرة كنموذج يحتذى به باقى العوائل القطرية فى تغيير الكثير من العادات السيئة التى تسكن مظاهر الاحتفال والمناسبات بمجتمعاتنا وربما تركت هذه البصمة الايجابية التى وضعتها هذه العائلة أثرا كبيرا فى نفوس السادة الحاضرين وقد رحب بها الكثير وبالأخص فى وقت تمر به المنطقة العربية بأزمات اقتصادية وسياسية أثرت فيه على مجتمعاتهم وفى الوقت نفسه ينتعش الاقتصاد القطرى بنعمة الأمن والأمان والاستقرار وبمستوى دخل اقتصادى يفوق دول العالم، فلذا لابد من استغلال الموارد الاقتصادية فى التنمية البشرية فى عقولها أو المساهمة فى مشاريع هادفة تخدم الفرد والمجتمع بدلا من حالة البذخ التى طغت على مظاهر الاحتفال فى مناسباتنا من كل الجوانب، واضافة إلى أن عملية التغيير فى كثير من العادات غير المرغوب فيها من المجتمع لن تحدث من الدولة أو من السادة المسؤولين ولا بقرار صادر منهم وخاصة فى مظاهر مرتبطة بالعادات والتقاليد ولكن رحلة التغيير تبدأ من كل شخص بالمجتمع ولم تنل اعجابه العديد من العادات غير المرغوب ويتمنى تغييرها للافضل واستخدام مايهدر من اموال وطاقات بشرية فى جوانب اخرى تكون هادفة تعود بالنفع العام والخاص وأن يكون بداية التغيير منطلقة من (ان الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ومنها نناشد الكثير من الشخصيات الاجتماعية والاقتصادية والذين لهم بصمة كبيرة فى التأثير على عقول الآخرين بسلوكياتهم الايجابية الصادرة منهم ونموذج يقتضى به بين الأهل والاصدقاء والمعارف والعلاقات الاجتماعية أن يكونوا هم البداية فى التغيير لكثير من العادات والسلوكيات غير المرغوب فيها وصعب تركها من قبل الكثير منا أن يكونوا هم البداية وبالتأكيد سيكون لهم صدى كبير فى نشر ثقافة التغيير الايجابى بالمجتمع وبالفعل لدينا قياديين اجتماعيين وتربويين ومثقفين لهم دور بالغ فى المجتمع وقادر على ركوب قطار التغيير لما فيه الفائدة على مجتمعاتنا الخليجية والأجيال القادمة ونحن قادرون على اقتداء هذه المبادرات من أجل مجتمع أفضل.