13 سبتمبر 2025

تسجيل

هجمة عقارية.. غلاء.. حضور قوي للمرأة

28 يناير 2013

الزائر للخرطوم يلحظ الجهود الكبيرة التى تبذلها الحكومة لتطوير البنيات التحتية خاصة فى قطاعات الطرق والكبارى وخدمات الكهرباء والمياه.. ومن المعالم البارزة للعاصمة السودانية بأضلاعها الثلاثة الخرطوم...امدرمان...الخرطوم بحرى هجمة العقار على كل اركان المدن بصورة لافتة وبارزة بسبب اندفاع رؤوس الاموال والاستثمارات الوطنية والاجنبية الكثيفة على قطاع العقارات والانشاءات الذئ يحقق عوائد مالية مضمونة تمشيا مع مقولة اخوتنا فى الخليج "العقار يمرض ولايموت" لكن الطفرة العقارية الراهنة باتت هاجسا سلبيا للمستثمرين.. لان العوائد تتراجع بسبب المعروض الهائل وضعف السيولة وتقلبات اسعار صرف العملات الدولية خاصة الدولار... ودخول ولاية الخرطوم فى السباق العقارى من خلال اطلاقها حزمة من المشاريع العقارية الفاخرة ولذوى الدخل المحدود والفئويين.. وسيطرة الوسطاء على السوق بطريقة عشوائية ودخول بعض البنوك فى برامج التمويل باغراءات كبيرة... فى اعتقادى ان سوق العقار يحتاج لضوابط تنظيمية حتى لايتعرض المستثمرون للخسائر.. رؤوس الاموال تلك يجب توجيهها لقطاعات انتاجية اخرى كمشروعات الانتاج والتصنيع الزراعى والخدمات المساندة والصناعات الصغيرة والمتوسطة خاصة فى مجال الامن الغذائى...لان السودان يملك مزايا نسبية ممتازة...وتشير الأرقام الأخيرة للبنك الدولي إلى ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 8 % وهو تنبيه وتحذير للدول العربية التي تستورد 90 % من احتياجاتها الغذائية من الخارج وتقدر فاتورة الاستيراد بنحو 70 مليار دولار سنويا فهل من مستجيب لنهج جديد!!   الغلاء  الشكوى من الغلاء اضحت سمة بارزة فى العاصمة المثلثة فقد طال كل شيء.. الجميع يئنون من وطأته وجبروته وتصاعده الصاروخى رغم الوفرة الكبيرة فى السلع الاستهلاكية والكماليات... ويعزو الكثيرون الاسباب الى تصاعد سعر الدولار وضعف الرقابة الحكومية والشعبية وجشع التجار... يمكننا قبول اسباب ارتفاع اسعار السلع المستوردة وتاثيرات التضخم الخارجى لكن ارتفاع المنتجات المحلية لامبرر له بتاتا حيث يعلق التجار والسماسرة الارتفاع على شماعة "مضاربات الدولار" والجبايات الولائية... وتكلفة النقل... الخ... الحكومة مدركة للغلاء وتتحرك فى اتجاهات عدة لمحاصرته لكن المطلوب تحديد سقوفات سعرية وهوامش ارباح ملزمة للتجار وتقليص تكاليف الانتاج ووقف الجبايات النى تفرضها المحليات بمزاجها... لان "اليد الواحدة لا تصفق" لابد من آليات واضحة للسيطرة على انفلات الاسعار.. حكومة ولجان شعبية وجمعيات استهلاكية وافراد ورفع سقف ”الردع القانوني” واعنى به المحاكمات السريعة للمخالفين... لان الشكوى وحدها لاتكفى.. وهنا اذكر محاكم الاسعار التى كانت منصوبة فى الاحياء ابان العهد المايوى والتى ادخلت الرعب فى قلوب تجار السوق السوداء والجشعين من التجار...   كل التقدير  المرأة السودانية حضورها بارز فى كل شيء.. فى دواوين الدولة والمؤسسات الخاصة والعامة... والانشطة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وجودها قوى فى المجتمع، تكافح مع الرجل جنبا الى جنب لتوفير "لقمة العيش الشريف" تتحمل اوجاع الحياة بصبر نبيل.. ضاربة المثل لتعزيزمكانتها فى شراكتها النصف مجتمعية.... نموذج يستحق منا كل التقدير...   آه من السياسة  اكره الحديث فى السياسة لانها سبب رئيسي فى امراضنا الكثيرة تفرق بين افراد الاسرة الواحدة ناهيك عن تاثيراتها المدمرة والسلبية بين الكيانات والكتل السياسية المتناحرة على "كعكة السلطة" آمل ان تنجح الجهود التى يقودها نفر من ابناء الوطن الخيرين للوصول الى "تفاهم وطنى" يوقف الاقتتال والاحتراب الذى يدفعنا الى الوراء ويأكل كل مواردنا ويؤخر مشاريع التنمية ويجلس الشباب في دكة التغييب... وفاق وطنى يوفر لبلدنا مظلة الامن والاستقرار والانتاج الذى بدونه لن يكون هناك اى إعمار او بناء.  همسة:  بني وطنى تناسوا مراراتكم السياسية.. البلد خيراته كثيرة ويسع الجميع..