30 سبتمبر 2025

تسجيل

البدانة والنشء الجديد

28 يناير 2013

اصبحت البدانة عند اطفالنا ظاهرة مزعجة في ظل الاهمال الارشادي وقلة البرامج التوجيهية التي تساهم في الحد من هذه الظاهرة خاصة مع انتشار المجمعات التجارية الاستهلاكية وما تحتويه من مطاعم ذات الوجبات السريعة المشبعة بالمواد الهيدروكربونية المعروفة باحتوائها على الدهون والنشويات والسكريات الضارة والتي تصاحبها دعايات اعلانية مبهرة تسيل اللعاب وتجذب الاطفال والكبار ايضا لالتهامها والاقبال عليها بشغف دون الاكتراث لاضرارها وخطورتها على الصحة.. والاقبال على هذا النوع من الاطعمة المنتشرة بكثرة في كل مناطق الدوحة وخارجها وليس فقط محصورا في المجمعات التجارية يستطيع الراصد مراقبته دون عناء بمجرد ملاحظة الاقبال والتزاحم عليها من العائلات على وجه التحديد. في الغرب درج الناس هناك على الاهتمام المتزايد بنوعية غذائهم للمحافظة على لياقتهم البدنية ورشاقتهم الجسمانية وذلك باتباع جميع الارشادات التي تساهم في تحقيق هذا الهدف وتعطي وسائل الاعلام لديهم تمرينات الرشاقة واكتساب اللياقة البدنية مساحة واسعة من خريطتها لاسيما التلفزيون الذي يخص عبر قنواته برامج صباحية بهذا المجال يحرص على متابعتها ملايين المشاهدين كما توزع هذه البرامج على شكل اشرطة فيديو ليتسنى للمهتمين متابعة هذا النوع من الرياضة في اوقات فراغهم للمحافظة على لياقتهم. تشير الدراسات الحديثة المتخصصة في هذا المجال الى ان السمنة والترهلات وزيادة الوزن التي تصيب جسم الانسان ليس فقط مصدرها ان الناس ياكلون اكثر من ذي قبل ولكن السبب المهم هو التكنولوجيا الحديثة وانعدام التمرينات الرياضية.. لذلك اصبح ابناؤنا بدناء وتحول جيل الحاضر الى امة من الكروش والارداف الامر الذي يجعلنا نجزم لو ان دراسة ميدانية محلية اجريت لهذا الغرض لتوصلنا الى نتائج بان نصف المجتمع القطري من فئة الشباب فوق الثلاثين عاما بدناء والشيء نفسه بالنسبة للصغار اقل من 11 عاما. ندعو للتحقق من توقعاتنا هذه الى اجراء دراسة علمية ممنهجة تبادر باجرائها مراكز الاختصاص لدينا للتاكد من صحة الظاهرة بعد استفحال انتشار الاجساد المنتفخة من الجيل الحديث في المجتمع وهي لا تحتاج الى الكثير من العناء فجولة في محلات الملابس تغني للوصول للهدف فالمقاسات التي تباع في محلات الازياء وبيع الملابس الجاهزة اصبحت ارقامها في تزايد عما قبل سواء في مقاس البنطلونات او القمصان او ملابس البنات الداخلية والخارجية حيث اصبحت ترد الينا مقاسات اكبر لتناسب والاعداد المتزايدة من بناتنا البدينات. لو رجعنا للوراء لوجدنا اباءنا واجدادنا كانوا اكثر نشاطا وحيوية في حياتهم اليومية كانوا يعملون ويرفهون عن انفسهم ومعظمهم لا يدخنون اما الان فالناس اصبح لديهم وقت فراغ اطول وبالرغم من ذلك فانهم يمضونه في انشطة سلبية ساعات طويلة يمضونها امام التلفزيون يتسلون بالاطعمة الخفيفة المشبعة بالدهون.. اننا نطالب بالتشديد على تغيير نمط حياة هذا الجيل الاستهلاكي لان تغيير نمط واسلوب الحياة هو مفتاح الصحة الجيدة. وسلامتكم