15 سبتمبر 2025
تسجيلزحمة يا دنيا زحمـــــــــة............. زحمة وتاهو الحبايب زحمة ولا عدش رحـــــــــمة........... مولد وصاحبو غايب اجي من هنا زحــــــمة..... أروح هنا زحمة...... هنا أو هنا زحمة وصدح بها أحمد عدوية في مدينة مليونية وبلد يعج بالبشر في نمو طبيعي وأغنية طبيعية في موقعها ولم نكن نتوقع أن تنطبق مقولته على بلد مثل قطر. عدوية لطّف وقع قضية الزحمة ولكنه ضرب على وتر حساس قائلا: الساعة إلاّ تلت وميعادي معاه تمانيه (8) لا مِ سكادي رُحت.... ولا لاقي سكّه تانية..... والله انه صدق... وهذا ما ينطبق لا على مصر بل على الدوحة اليوم "فلا سكك تانية" ليس لموعد الدوام والعمل والمدارس فقط بل حتى لموعد آخر غير دوام السابعة او اجتماع الثامنة، او ذروة الظهيرة أو حتى مواعيد العمل الرسمي. ارسلت لي موظفة نشطة رسالة نصية على المحمول مفادها: "اعتقد أنه كان قرارا خاطئا ان اخترت صبيحة يوم السبت للإنجاز من موقع العمل، الكورنيش يختنق..يختنق... وليس هناك بديل" قلت لها: لله درك ودر اهل قطر.... في ميزان أعمالك ان شاء الله.... تعجب طبعا انه لا يهنأ الفرد هنا بانسيابية الطريق حتى في ايام الاجازات... تختنق الدوحة أكثر وأكثر، عاما بعد عام، عدت بالذاكرة الى 2005 وحتى 2008 ووجدتني في مدادي اكرر موضوعا قديما جديدا بزوايا... ظننته اليوم ذكرى من الماضي ولكنني وجدت الحال اليوم أصعب رغم تكرار طرق موضوع حاجتنا الماسة للبدائل لسنوات خلت..على اعتبار ان الحاجة هي أمّ الاختراع... حتى في الأحوال العادية يستفز الفرد عموما ليس فقط من زحمة الطرق وضيق الحارات وعدم وجود البدائل بل وسط زحمة تسببها أيضا "تريلات" لا أعلم كيف انتهكت حرمة الطرق لتنقلب مرات عديدة على شريان شارع رئيس في وقت حيوي تضطر السيارات للوقوف والتأخر او "الطمر" على الأرصفة... حتى ربة المنزل التي كانت تستغل وقت انهماك الموظفين في مكاتبهم وقت الضحى لقضاء احتياجاتها واسرتها لم تجده كما قبل، واما عن الطرق بعد المغرب فحدث عن الزحمة ولا حرج.... الأمر الذي يجعلنا نضيق ذرعا حتى من "المشاوير الضرورية" و"المواجيب الاجتماعية" لأن الطرق تسلك بشق الأنفس. زاد عدد سكان قطر وقاطنيها زيادة غير طبيعية، وزاد على إثرها الضغط على الطرق، وزادت السيارات مجددا بعوامل زيادة السكان، زيادة أعداد السائقين، ولقيادة المرأة، وفوق هذا وذاك تشهد قطر طفرة تنموية وتطويرية كبيرة ومحمودة. ورغم الجهود الواضحة والمباركة في إعمار العاصمة الرائعة قطر إلا أن الطفرة التنموية الصاروخية لم تقابلها طفرة بنيوية في تخطيط الطرق والجسور والأنفاق بذات حجم التنمية وبذات حجم الزيادة السكانية وبذات السرعة الصاروخية رغم وضوح الخطط والرؤية المستقبلية، ورغم قدرة قطر وامكاناتها المادية والبشرية، ورغم ابداعاتها التي نؤمن بانها "قطر" بات لا يعجزها شيء وكأنها عاصمة التحدّي حقا. رؤية قطر ثاقبة وواضحة والدليل كل التطورات الضوئية الفارقة في معالم قطر والتي ينتعم بها كل من سكن وزار قطر، ولكننا ننتظر من المخططين والمنفذين ان يفتحوا فقط ادراجهم علّنا نسلط الضوء على المشاريع البنيوية التحتية العائمة أو المتاخرة أو النائمة، او التي اخضعها البعض قسرا لتنويم مغناطيسي أخص "مشاريع الطرق" خصوصا للشريانات الرئيسة منها، وعلنا اولا وقبل كل شيء نشهد فتحا عظيما للبحر من رأس "بوعبود" الى شبه جزيرة "منهاتن قطر" مركز المال والأعمال لندرك صباح انسيابية شوارع قطر، وانتاجية أعمالها، ونسكت عن الكلام المباح، فتستثمر طاقتنا البشرية ويزيد انتاجنا كما تريدنا الرؤية الرائدة الواعدة.