11 سبتمبر 2025
تسجيلكنت قد قرأت يومًا عبارة لم ألتمسها عن قرب، وكان قد قيل فيها «نحن نجني ثمار ما نواظب على تكراره»، سماعها وعملها كان معروفاً بالنسبة لي سلفًا. لكن لنقف عندها قليلًا ولنفعل زر الإدراك والتأمل. فأنا على سبيل المثال، أبدأ يومي بلا وعي وعيناي مغمضتان لأرتب فراشي سريعًا وكأنه سيفوتني الفوت! إن بعض العادات باختلافها وتفاوت مراتبها فمنها البسيطة وأخرى الكبيرة، ومنها المهم وغير المهم، كلها إنجازات يومية حقيقية إذا داوم عليها الإنسان حق المداومة. كل هذه العادات هي توابع نتتبعها أو هي نقاط الانطلاقة لأي مطلب تطلبه. فالصحة مطلب تحققه المداومة على عادات صحية، وراحة البال مطلب يتطلبه دوام الرضا والعفو، التفوق والنجاح مطلب حقيقي لا يُحقق إلا بالمداومة على طلب العلم والنفع به، وغيرها الكثير من المطالب العظيمة التي لا نجنيها إلا باكتساب وتفعيل تلك العادات الذرية باستمرار. تلك الثمار التي نجنيها هي نتائج سعينا عبر أبسط الأمور وأبسط الوسائل، فكيف هو الأمر؟ إن الأمر كله يكمن بالنظر لأصغر التفاصيل، كيف تسير؟ أو كيف تنتهي؟ وكيف تكون المداومة عليها؟ من هذا الباب ومن هذا المنطلق تنتهي فكرة التفاصيل الصغيرة التي كنا نتساءل حولها لتفاصيل أكبر وأعظم منها، لن أقول للنتائج، لأنها فكرة أنا شخصيا لا أؤمن بها، بل للغايات والمطالب التي تأتي بعد كل فصل وبعد كل تفصيلة صغيرة داومنا عليها يوما ما. فأيقنوا أن من طاب غرسًا طاب جنيًا وثمارًا ومن خبث بها فقد خبث جنيًا وحصادًا. عمومًا، انظروا لتفاصيل عاداتكم فهذا المطلب المهم للغد ولبعد الغد، فالعُمر زرعٌ أوَّلُه غرسٌ وآخره ثمرةٌ. وعن توضيب فراشي فإنه يجعلني أبكر من وقت المنبه لا أكثر ولا أقل! طالبة في جامعة قطر