13 سبتمبر 2025
تسجيلعجيب هو أمر تركيا والله! فكلما أوشكت على السقوط وشحذ أعداؤها السكاكين وتجهزوا لاقتطاع غنيمتهم منها انتفضت وأثارت غبار الحرب ومضت من حيث ظن هؤلاء أنها سوف تنتهي وتعملقت وعادت أكثر قوة وجاهزية للعراك ! فمنذ محاولة الانقلاب الفاشل الذي حدث في تركيا في 15 يوليو 2016 ومحاولة العصاة من إحدى فصائل القوات المسلحة التركية قلب نظام الحكم على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وإنشاء مجلس سمي استباقا بمجلس (السلم) يتولى حكم البلاد مؤقتا والجمهورية التركية يكشف أعداؤها عن أنفسهم بوقاحة متعمدة ويثيرون بعض الغبار حول سياسة أردوغان سواء الداخلية وهو أكثر ما يغيظهم أو خارجيا حتى والحمد لله أنهم يفشلون في كل مرة، ذلك أنهم لا يمكن أن يكونوا معارضين واضحين يواجهون وجها لوجه ولا يعطون المعركة ظهورهم ولكنهم للأسف يتآمرون على الدولة مع أعدائها في الخارج، ولذا فالحرب المستعرة على تركيا وعلى شخص الرئيس أردوغان تبدو صبورة بعض الشيء، لا سيما وأن الأخير هو الآخر لا يبدو متعجلا في إنهاء هذه اللعبة معهم لأنه يعلم بأن كل هؤلاء مجرد بيادق تلعب بهم جهات خارجية يهمها جيدا أن تلعب على أوتار البلاد الداخلية وتأجيج الشعب ضد حكومة أردوغان ومحاولة افتعال المشاكل الداخلية ليجد الشعب نفسه وقد ضاق ذرعا بهذه الحكومة ومطالبا بتغييرها إجبارا أم اختيارا، والرئيس التركي من حسن الحظ يعرف جيدا كيف يلاعب هؤلاء بصورة تتناسب مع خططهم التي تكون في معظمها مكشوفة وطفولية وآخرها وليست الأخيرة منها هي محاولة ضرب العملة الوطنية وهي (الليرة التركية) وإضعافها أمام الدولار الأمريكي لقلقلة نسب الأسعار داخليا ومحاولة انهيارها بالصورة التي تضمن إضعاف الشعب وإيمانه بمن يحكمه، لكن هؤلاء ومن سوء حظهم لم يأبهوا لتهديدات أردوغان المتكررة في أنه سوف يضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه المريضة العبث باستقرار البلاد، خصوصا وأن الليرة التركية مرت بفترات اهتزاز متكررة خرجت منها معافاة بسبب السياسة التي بنت حكومة أردوغان عليها نجاح حملتها في إنقاذ العملة الوطنية ناهيكم عن التفاف الشعب الوطني أيضا حول إنقاذ كرامته المالية المتمثلة في تداوله اليومي بعملته التي لم يرض لها بديلا حتى في تلك الفترة العصية التي أعقبت محاولة الانقلاب حينما سارع الأتراك الشرفاء للتخلص من العملات الصعبة التي بحوزتهم وأهمها الدولار الأمريكي واستبدلوها بالليرة التركية المحلية بينما بالغ الكثيرون بإلقاء الدولار في مكب النفايات أو إحراقه رافضا فكرة الهيمنة الأمريكية المالية على السوق التركي الذي نشط آنذاك بالتداولات من الليرة الوطنية محققا أكبر ارتفاع يحدث منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة التي كانت من ضمن أهدافها الخبيثة زعزعة قيمة العملة الوطنية وانهيارها أمام العملات الصعبة الخضراء ولكن تبقى الإرادة الحقيقة سواء من الداخل التركي ممثلا في الرئيس أردوغان وحكومته والشعب المناصر له ولقيادته أو من الخارج من أصدقاء تركيا الذين أثبتوا أن صداقتهم حقيقية فعلا كما فعلت دولة قطر التي لطالما وقعت مع الشقيقة تركيا اتفاقيات واستثمارات هائلة تعزز من قوة الاقتصاد التركي الذي قد يفتقر لمقومات البترول ومشتقات النفط لكنه اقتصاد قوي لا يمكن نكران فضل حكومة أردوغان بعد الله في إنعاشه ونهوض العملة الأخير الذي وإن كان متدرجا لكنه قوي ولذا فأردوغان نفسه حذر التجار الجشعين الذين رفعوا الأسعار مستغلين ضعف عملتهم بالعودة للأسعار القديمة وإلا فإن العقاب الذي يستحقونه نظير هذا الجشع سيكون جاهزا مؤمنا بأن الشعب لا ينتظر ما يرهقه ماديا ومعيشيا بقدر ما يجب أن يكون مرتاحا في معاملاته اليومية من بيع وشراء حاجياته الاستهلاكية ولذا اصبروا فالقادم بإذن الله لن يجعل تركيا تركع سوى لله كما هي عادتها دائما بإذن الله. [email protected] ebtesam777@