20 سبتمبر 2025
تسجيل* أكثر ما يتم تبادله كهدايا في بداية العام الجديد في المؤسسات والشركات الكبرى، وما نجده في المكتبات والمحلات الكبرى في الواجهة أو يعرض بطريقة سهلة للعين واليد الوصول إليه عند الدفع ؛ أجندة العام الجديد، ويتسابق كل حسب اهتمامه باقتنائها وشرائها، إما لشكل الأجندة وغلافها وإما شراء جاد لتدوين خطة العام الجديد وجدول الأعمال وإما لكتابة مذكرات رحلة عمر ومشاعر لعام جديد أقبل. * عام مضى سريعا ولم تتبق من صفحاته إلا أيام قليلة؛ سندون في نهاية صفحاته بإذن الله أن عاما سعيدا مضى بكل ما حمله من ذكريات، ومن لحظات، ومن مشاعر ومن قرارات ومن مواقف ومن وجوه واسماء لا زال الوفاء عنوانا لها وسمة لأخلاقهم، أو أولئك الذين رحلوا عن مجال تفكيرنا وانشغالنا واهتمامنا ولم يعد لهم إلا الذكرى الطيبة التي نحرص أن نجعلها أمام ناظرينا وتفكيرنا حرصا على لحظات من أعمارنا وأوقاتنا كانت معهم.. ليس لشيء وإنما وفاء منا لمشاعرنا الصادقة حينها.. مضى العام سريعا بشغف الانتظار والترقب لقادم أجمل نريده بناسه، مضى سريعا في شهور منه وبطيئا في غيره من شهور. * سهل على البعض ممارسة الجرد السنوي في علاقاتهم وفي تنقية مشاعرهم وأولويات تفكيرهم، سهل على البعض جعل أسماء في قائمة أجندة العام الماضي ولا خطة للالتفات إليها هذا العام.. لا لشيء إلا لأنها لن تخدم وتقدم لها مصلحة وحاجة في رحلة جديدة من العام. * جمال العلاقات الإنسانية وروحانيتها، وجمال العلاقات وإنسيابية وعفوية تعاملها، وجمال اللحظة والحوار الذي كان بينهما حتى صمت اللحظة.. كل ذلك يكفي لأن احتفظ بجمال هذه العلاقة ليس لعام جديد قادم ؛ وإنما لرحلة العمر لما لهذه العلاقة من صدق وروحانية وشفافية تعامل ومشاعر. * أصبح الحديث عن المشاعر والروحانيات وكأنه قانون من كوكب آخر؛ أو كأنه من زمن جميل نتذكره ونتحسر على أيامه وفقد الإحساس بجمال مشاعره بيننا!. * أصبح رتم الحياة سريعا في كل شيء؛ وأصبح تقدير الموقف ليس من الأولويات التي يقف عندها الإنسان في يومه ورحلة عمره.. ولا يقف عند لغة المشاعر والوفاء لكل علاقة وموقف صادق كان معه. أصبحت رحلة الحياة تقف عند البعض عند كم الأرقام التي تحققت: رصيدا ومكاسب وحتى كم عدد الأشخاص الذين يحققون منافع أكبر، تحقيق المنافع لغة العصر ولغة الماديات التي سيطرت على مجريات الأمور والعلاقات حتى أصبح الطفل يتعامل معها وكأنها من أساسيات نموه وتعامله وعلاقاته. * آخر جرة قلم: لا نقتل أجمل ما يميز الإنسان في رحلة وجوده وعمره وتميزه عن سائر المخلوقات فكرا ومشاعر؛ بكم القيم الإنسانية التي تميزه والتي ترتقي بروحه ومشاعره وأخلاقه من حب ووفاء وصدق وإخلاص واحترام علاقة، لا نترك للغة الأرقام ومادياتها السيطرة والحضور لتكون معيارا لتقريب أحدهم أو إبعاد ونسيان غيرهم. الأرقام والمشاغل والحياة لا تقف على اسم وشخص كما جاء وأقبل هذا الشخص وكان ببريق المنصب والمال.. سيأتي اليوم ويرحل.. ولن يبقى له إلا الذكرى الطيبة، والتجارب والخبرات التي تبقى سجلا لسيرته الذاتية عمرا وخلودا وقدوة. ولن يبقى له ومعه إلا من كانوا تقديرا لإنسانيته ومشاعره كإنسان.. وكل عام وأنتم بعام جديد بخير وأكثر سعادة وتوفيقا وإنسانية. Tw:[email protected]